في السنين اللي فاتت، مصر بقت اسم تقيل جدًا في عالم تصدير البرتقال، بس اللي حصل السنة دي تحديدًا قلب الموازين، لأول مرة، مصر تتفوّق على جنوب أفريقيا وتاخد المركز التاني عالميا في صادرات البرتقال، وتقرب بشكل محصلش قبل كده من إسبانيا اللي مسيطرة على القمة بقالها سنين.
القفزة دي مش صدفة.. دي نتيجة شغل كبير بيتعمل في الأرض وفي المحطات وفي كل خطوة لحد ما الثمرة توصل للمستهلك بره بأعلى جودة.
خليني أحكيلك القصة من الأول.. خلال 2024، صادرات البرتقال المصري عملت نقلة عمرها ما حصلت قبل كده، مصر بقت في المركز التاني عالميًا بقيمة صادرات وصلت لـ 893 مليون دولار، متفوّقة على جنوب أفريقيا اللي كانت منافس تقيل جدًا لسنين طويلة، واللي وقفت عند 758 مليون دولار، واللحظة الأهم؟ إن الفجوة بين مصر وإسبانيا المتصدرة قلت بشكل كبير، وده بيوضح إن مصر ماشية بخطوات ثابتة ناحية القمة.
إسبانيا صدرت حوالي 1.189 مليون طن، ومصر كانت قريبة جدًا بـ 843 ألف طن، الفارق لسه موجود، لكن لأول مرة يبقى الرقم ده قابل فعلًا إنه يتقفل في كام سنة، وده راجع للتوسع الكبير في زراعة البرتقال في الدلتا ووادي النيل، ومزارع حديثة بقى فيها ري بالتنقيط، نظم فرز، ومحطات تعبئة على مستوى عالمي.

والموضوع مش مجرد زراعة، ده نظام كامل بقى شغال زي الساعة، مصر دلوقتي عندها منظومة تكويد للمزارع؛ يعني كل مزرعة ليها رقم، وكل ثمرة تقريبًا ليها ملف، من أول الشجرة لحد السفينة، و ده بيدي ثقة ضخمة للمستوردين من أوروبا وآسيا والخليج.
كمان محطات التعبئة بقت بتشتغل بفحص وجودة مش هزار، الثمار بتتغسل وتتطهر، وبعدها تتفرز على مستويات دقيقة جدًا.. الحجم، الشكل، اللون، كل حاجة محسوبة، وده بيخلي البرتقال المصري مطلوب لأنه جودته ثابتة وسعره منافس.
ولو بصينا على الأرقام، هنلاقي إن مصر صدرت في آخر موسم حوالي 2 مليون طن من الموالح، رقم مهول بيأكد إن البلد مش مجرد مصدر للبرتقال وبس، لكن بقت لاعب رئيسي في سوق الموالح كله.
اللي جاي بقى أهم، موسم التصدير الجديد 2025/2026 هيبدأ يوم 15 ديسمبر، وده توقيت بيخلي مصر تلحق أسواق مهمة جدًا قبل ما دول تانية تنزل بإنتاجها، والطموح الحقيقي اللي الكل بيتكلم عنه إن مصر ممكن فعلًا تبقى رقم 1 عالميًا في خلال كام سنة، ليه؟ لأن الإنتاج بيزيد، الطلب بيزيد، والجودة بتعلى كل موسم.
الناس اللي بتتابع السوق عارفة إن فيه حاجة واحدة بتفرق: مين يقدر يسلم جودة ثابتة بكميات كبيرة؟ ومصر دلوقتي عندها المعادلة دي.. إنتاج ضخم + جودة عالية + سعر مناسب.
يعني اللي بنشوفه النهارده هو نتيجة سنين شغل وتطوير في قطاع كان زمان بيعتمد على العشوائية، وبقى دلوقتي بيشتغل بأسلوب صناعة حقيقية، وبرقم زي المركز التاني عالميًا.. واضح جدًا إن رحلة الصعود مش هتقف هنا ومع توسعات المزارع الحديثة واستخدام تقنيات جديدة في الري والتلوين والفرز، مصر فعليًا واقفة على باب رقم 1 والباب ده قرب هيتفتح.

التعليقات