يا ترى ايه سر التحرك الطفيف في سعر الدولار؟ وليه بنشوف أوقات صعود بسيط وأوقات هدوء؟ وهل الارتفاع اللي حصل الأيام اللي فاتت طبيعي ولا في حاجة أكبر بتحصل في الخلفية؟ وإيه مستقبل الجنيه قدّام الدولار الفترة الجاية؟ وهل إحنا داخلين على موجة جديدة من التقلبات، ولا دي مجرد هزّة مؤقتة؟
اللي حصل إن الدولار رجع يتحرك للمرة الأولى بعد موجة الهبوط وبعد ماكل التوقعات أجمعت إن الجنيه ممكن يدخل في مرحلة استقرار أطول شوية.. لكن فجأة بنلاقي العملة الأمريكية في البنك الأهلي بتقفز لـ47.28 جنيه للشراء و47.38 جنيه للبيع، وفي البنك العربي الأفريقي وصلت لأعلى مستوى النهاردة عند 47.32 للشراء و47.42 للبيع. وده بيخلّي السوق متوتر وبيفتح باب تساؤلات كتير حوالين: هل ده تصحيح طبيعي؟ ولا بداية اتجاه جديد؟
أول مؤشر لازم نركز عليه إن الارتفاع حصل رغم إن السوق الثانوية للدين الحكومي دخلها امبارح صافي تدفقات بـ139 مليون دولار. المفروض لما الفلوس دي تدخل، تضغط على سعر الدولار نزولاً أو على الأقل تثبّت السعر.. لكن اللي حصل إن الأجانب سجلوا صافي شراء بـ241 مليون دولار، والعرب صافي بيع بـ102 مليون دولار، وده بيعكس إن فيه حركة سيولة داخلة وخارجة في نفس الوقت، وبالتالي السوق مش ماشية في اتجاه واحد، وده طبيعي يخلي السعر يتحرك.
كمان لو بصينا على حركة الدولار خلال الـ48 ساعة اللي فاتت هنلاقي إنه ارتفع 11 قرش امبارح بس، وده كان بعد ما سجل أدنى مستوى ليه في 18 شهر عند أقل من 47 جنيه بداية الأسبوع.
يعني إحنا بنتكلم عن تصحيح لفترة هبوط، مش تغيير اتجاه. لأن العملة الأمريكية لسه أقل من مستويات بداية السنة اللي كانت قرب 50 جنيه، وأقل بكتير من ذروة 52 جنيه اللي وصلها بعد التوترات التجارية اللي حصلت في أبريل.

طب هل الارتفاع ده مقلق؟
الحقيقة إن الإجابة لأ… على الأقل في المرحلة دي أغلب البنوك النهاردة واقفة في نطاق واحد ما بين 47.03 عند الإمارات دبي الوطني، و47.37 عند بنك تنمية الصادرات. وده بيقول إن السوق كلها ماشية في مدى ضيّق، وإن التحرك ده مش انفلات في السعر ولا موجة جديدة من الارتفاعات، لكنه رد فعل طبيعي لحركة تداول وصفقات من يوم للتاني.
لكن اللي أهم بكتير من الأرقام اليومية هو الصورة الكبيرة… واللي بتقول إن الجنيه بقى بيتحرك على أساس العرض والطلب الحقيقي مش على أساس تثبيت مصطنع. وده بيخلي أي ارتفاع مفاجئ مجرد انعكاس لحركة سيولة، مش مؤشر أزمة. خصوصاً مع دخول تدفقات مستمرة في أدوات الدين وارتفاع شهية المستثمرين الأجانب في الأسبوعين اللي فاتوا.
التوقعات الفترة الجاية بتشير إلى إن السوق هيكمل في نطاق التحركات الطفيفة صعوداً وهبوطاً من غير اتجاه قوي. الجنيه عنده عوامل دعم واضحة أهمها إن التضخم في مسار هابط، وإن التدفقات الأجنبية مازالت موجودة ومستمرة، وإن البنوك الكبيرة زي الأهلي ومصر بتعرض الدولار عند 47.13 و47.23، وده بيحبس السعر في منطقة ثابتة نسبيا.
بالإضافة لكده، مستويات الدولار الحالية لسه منخفضة مقارنة ببداية السنة، وده بيخلّي أي حركة بسيطة لفوق جزء من “التنفس الطبيعي للسوق”، مش علامة تراجع.
هل ممكن يحصل مفاجآت؟
دايماً وارد… خصوصاً مع ارتباط الجنيه بعوامل خارجية قوية زي أسعار الفائدة الأمريكية وتحركات الدولار عالميًا، ومع الأوضاع الجيوسياسية اللي بتخلي سوق العملات حساس لأي خبر.. لكن حتى اللحظة وكل المؤشرات اللي قدامنا بتقول إن التحرك الأخير للدولار مش بداية اتجاه تصاعدي، لكنه مجرد اهتزاز بسيط في مرحلة بيحاول فيها السوق يثبت مستوى توازن جديد.
ولو الدولار خرج عن النطاق ده، سواء صعود أو هبوط، ساعتها هنشوف تأثيره مباشر في الأسعار وسيولة البنوك، وساعتها بس نقدر نقول إن فيه اتجاه جديد بيتشكل… لكن لغاية دلوقتي، اللي حصل طبيعي… ويمكن متوقع كمان.

التعليقات