أخبار لايت: رقعة تسع العالم .. رياضة العباقرة والقادة تتحوّل إلى ساحة للنجومية والاستثمار

من رقعةٍ صغيرة تتكوّن من أربعٍ وستين خانة، تحوّلت لعبة الشطرنج من رمزٍ للعبقرية والتأمل إلى منظومة عالمية تحركها الجوائز والرعايات والمنصات الرقمية، في مزيج فريد يجمع بين الذكاء الاستراتيجي وروح الاقتصاد الحديث.

 

عودة كارلسن

 

– بعد غيابٍ دام عامين، أعلن النرويجي “ماجنوس كارلسن”، المصنف الأول عالميًا، عودته إلى المشهد عبر بطولة عالمية جديدة تجمع بين الأنماط الثلاثة: الكلاسيكي والسريع والبرق (الخاطف)، بدعم من الاتحاد الدولي للعبة، تمهيدًا لتطبيق النظام الجديد رسميًا في عام 2027.

 

نظام مبتكر

 

– النظام الجديد الذي يجمع بين مختلف أساليب اللعب يهدف إلى تتويج بطل واحد أكثر شمولًا، في رؤية يعتبرها “كارلسن” مستقبل اللعبة، بينما وصفها الاتحاد الدولي بأنها خطوة تُعيد التوازن بين العمق الفكري والسرعة التنافسية.

 

أبطال جدد

 

– في عام 2024، دخل الهندي “جوكيش دوماراجو” التاريخ كأصغر بطل عالم في الشطرنج بعمر 18 عامًا، متجاوزًا الرقم القياسي المسجل باسم “جاري كاسباروف” الذي تُوج باللقب عام 1985 وهو في الثانية والعشرين.

 

جوائز ضخمة

 

– شهد عام 2024 قفزة مالية غير مسبوقة في اللعبة، إذ تجاوزت جوائزها المليون دولار لعدد من اللاعبين، وتصدر “جوكيش” القائمة بإجمالي دخل بلغ 1.5 مليون دولار، متفوقًا على “ليرين” و”كارلسن”، ما يعكس توسّع السوق المالي للشطرنج عالميًا.

صعود نسائي

 

– حققت الصينية “جو وينجون” إنجازًا تاريخيًا بعدما تجاوز دخلها حاجز 100 ألف دولار في 2024، لتصبح أول لاعبة تصل إلى هذا المستوى في العالم، في ظل توجه الاتحاد الدولي لرفع جوائز البطولات النسائية وزيادة عدد المشاركات في البطولات الكبرى.

 

اقتصاد متنامٍ

 

– تحوّل الشطرنج إلى اقتصاد رقمي متكامل يشمل الرعاية التجارية والبث التفاعلي، حيث يحقق نجوم مثل “هيكارو ناكامورا” و”كارلسن” أرباحًا كبيرة من بثّ مبارياتهم عبر الإنترنت، لتصبح اللعبة جزءًا من صناعة المحتوى الرياضي الحديث.

عصر جديد

 

– يدخل الشطرنج مرحلة رقمية جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتحليل الإحصائي في تدريب اللاعبين وصياغة الخطط، ما جعل شركات التقنية والرياضة الإلكترونية تتسابق للاستثمار في تطبيقات تعليمية ومنصات رقمية متخصصة.

 

تنافس الشركات

 

– تتنافس الشركات فيما بينها لإثبات مدى ذكاء نماذجها عبر الشطرنج، حيث تفوق نموذج “أو 3” من “أوبن إيه آي” على نظيره “جروك 4” التابع لـ “إيلون ماسك” محققًا بطولة الذكاء الاصطناعي للشطرنج، والتي أقيمت بين 5 و7 أغسطس هذا العام بمشاركة نماذج من “أنثروبيك” و”جوجل” و”ديب سيك”.

 

فكر ومال

 

– في النهاية، يواصل الشطرنج توسيع حدوده بين الفكر والاستثمار، في مشهد يثبت أن العبقرية يمكن أن تدر أرباحًا، وأن اللعبة التي انطلقت من قصور الملوك أصبحت اليوم ساحة عالمية بامتياز.

المصادر: ياهو فاينانس – تشيس دوت كوم – فرانس برس – ذا تشيس وورلد – الجارديان