معادلة رائد الأعمال الناجح: الإنجاز الأكبر بالجهد الأقل
– هل تتفقد هاتفك في الحادية عشرة ليلًا، وتحاول جاهدًا الرد على رسائل البريد الإلكتروني أثناء تناول فطورك، أو تتصفح “لينكدإن” بينما تلاعب أطفالك؟
– تعمل في عطلات نهاية الأسبوع لأنها، ويا للسخرية، الوقت الوحيد الذي يسود فيه الهدوء. ورغم كل هذا، تشعر بأنك متأخّر.
– تنمو قائمة مهامك بوتيرة أسرع من قدرتك على إنجازها. ويستنزفك عملك باستمرار، وكل إنجاز تحققه يبدو فارغًا لأن هناك دائمًا المزيد بانتظارك.
– إذا كانت هذه هي قصتك، فاعلم أنك لست فاشلاً، بل تسير في الاتجاه الخاطئ. الحقيقة الصادمة التي يتهامس بها الناجحون الحقيقيون هي أن استراتيجية “العمل بجهد أكبر” لم تعد تجدي نفعًا منذ زمن طويل.
– إن رواد الأعمال الأكثر نجاحًا هم الذين يعملون لساعات أقل منك، ويأخذون إجازات حقيقية، لديهم اهتمامات وهوايات خارج نطاق العمل، وينالون قسطًا وافرًا من النوم.
– ورغم ذلك، يحققون نتائج تفوق نتائجك بمراحل، لأنهم أدركوا معادلة النجاح الجديدة: التأثير لا يساوي الجهد الكبير، بل يساوي التركيز.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
5 قواعد لتغيير المعادلة
|
|
القاعدة الأولى: قلل ساعات عملك إلى النصف وضاعف وضوحك
|
– ربما تكون من أولئك المؤسسين الذين يعتقدون أن أسابيع العمل الممتدة لـ 80 ساعة هي دليل على التفاني.
– لكن إليك ما يحدث عندما تجبر نفسك على العمل لساعات أقل: تصبح منضبطًا بشكل لا يصدق في كيفية قضاء وقتك.
– عندما يكون لديك 4 ساعات فقط بدلًا من 10، فإنك تتجاوز “العمل المزيّف” الذي يجعلك تبدو مشغولًا دون إنتاجية.
– تتجاهل رسائل البريد الإلكتروني التي لا تقود إلى أي مكان، وتتوقف عن حضور الاجتماعات التي تهدر الوقت، ولا تفعل إلا ما يُحدث فارقًا حقيقيًا.
يستند هذا المبدأ إلى “قانون باركنسون” الشهير: “يتوسع العمل لملء الوقت المتاح لإنجازه”، بمعنى أن المهام تستغرق وقتاً أطول لمجرد إتاحة وقت أطول لإنجازها، مما قد يؤدي إلى المماطلة وعدم الكفاءة. لكن عندما تضغط الوقت، فإنك تُرغم عقلك على تحديد الأولويات الحقيقية.
– جرب هذا غدًا: احجز فترة ما بعد الظهر بالكامل. لا اجتماعات، لا رسائل، لا استثناءات. شاهد حجم الإنجاز الذي ستحققه في صباح مضغوط عندما تعلم أن وقتك محدود.
– ستلاحظ كيف أن بعض المهام التي كانت تبدو “عاجلة” أصبحت فجأة أقل أهمية عندما لم يعد لديك متسع من الوقت لها.
– باختصار، إن أفضل أعمالك تحدث في دفعات مركزة من الطاقة، وليس في جلسات ماراثونية من الإرهاق.
|
القاعدة الثانية: فوّض المهام التي تستنزف طاقتك
|
– أنت تعرف تمامًا ما هي المهام التي تستنزف طاقتك. قد تكون الأعمال الإدارية التي تجعلك ترغب في الاستسلام، أو مكالمات العملاء التي تتركك منهكًا، أو فعّاليات التواصل التي تتظاهر فيها بالاهتمام بالأحاديث التافهة.
– إن “مصاصي الطاقة” هؤلاء لا يضيعون وقتك فحسب، بل يسرقون الحماس الذي تحتاجه لتحقيق إنجازاتك الكبرى.
– أعد قائمة بكل ما تفعله في أسبوع عادي، وصنّف كل مهمة إلى “ثقيلة” أو “خفيفة”.
– كن صادقًا بشأن ما يملؤك بالحيوية مقابل ما يفرغك منها. والآن، قم بإلغاء كل مهمة ثقيلة، أو تفويضها، أو إعادة تصميمها.
– ابحث عن شخص يحب ما تكره. قل “لا” للفرص التي تبدو كالتزامات، واجعل عملك خفيفًا لتحقق المزيد بجهد أقل.
|
القاعدة الثالثة: احمِ وقتك كأنك تحمي هويتك
|
– يعكس تقويمك أولوياتك الحقيقية بشكل أصدق من أي بيان لرسالة الشركة. إذا سمحت للآخرين بالتحكم في وقتك، فأنت تسمح لهم بالتحكم في نتائجك.
– يقع معظم رواد الأعمال في خطأ تخصيص أفضل ساعاتهم الإنتاجية لحالات الطوارئ الخاصة بالآخرين.
– يستجيبون فورًا لكل طلب، ويوافقون على كل اجتماع، ثم يتساءلون لماذا لا يحرزون أي تقدم في مشاريعهم الأهم.
– لذا يُنصح بتخصيص فترات زمنية غير قابلة للتفاوض لعملك الأهم. احرس هذه الساعات كما تحرس حسابك المصرفي.
– أغلق الإشعارات والرسائل، ولا تكن متاحًا. عندما يطلب شخص ما وقتًا خلال هذه الفترات، قدم له بديلاً أو ارفض تمامًا.
– إن وضع حدودك الزمنية يعلم الآخرين كيف يحترمون تركيزك الشديد. العالم لن ينتهي إذا استغرقت ساعتين للرد على بريد إلكتروني.
|
القاعدة الرابعة: اعتبر
الراحة جزءًا من الخطة
|
– لا يصل الأشخاص ذوو الأداء العالي إلى مرحلة الاحتراق الوظيفي، بل يمنعون حدوثه من الأساس.
– إنهم يدركون أن التعافي هو استراتيجية، وليس ضعفًا. عقلك يحل المشكلات أثناء فترات الراحة بطرق لا يستطيع حلها أثناء العمل.
– تأتي أفضل أفكارك أثناء الاستحمام، أو في نزهة على الأقدام، أو قبل النوم مباشرة، لأن هذه هي اللحظات التي يتولى فيها عقلك الباطن القيادة. إن محاربة هذا الإيقاع الطبيعي يؤدي إلى نتائج متواضعة.
– قم بجدولة أوقات الراحة كما تجدول الاجتماعات. خصص وقتًا للمشي، أو القراءة، أو عدم فعل أي شيء على الإطلاق.
– لاحظ متى تشعر بأكبر قدر من الإبداع والطاقة، وصمم جدولك الأسبوعي حولها. استرخ لتجعل العمل ممتعًا مرة أخرى.
|
القاعدة الخامسة: دع
النجاح يأتيك من الهدوء
|
– تحدث أكبر الإنجازات في لحظات الهدوء. ربما تكون مشغولًا بمشكلة ما، ثم يظهر الحل فجأة أثناء جلسة تأمل.
– ربما تكون مجبرًا على اتخاذ قرار، ثم يأتيك الوضوح أثناء نزهة صباحية. الحركة الدائمة لا تولّد إلا مزيدًا من الحركة، أما السكون فيخلق مساحة للبصيرة.
– إن رواد الأعمال الذين يبدو أنهم يحققون كل شيء دون عناء قد أتقنوا فن “السكون الاستراتيجي”.
– أدخل فترات توقف في كل يوم. ابدأ بخمس دقائق من عدم فعل أي شيء. لا هاتف، لا بودكاست، لا أجندة. فقط اجلس وتنفس. وسّع هذه الممارسة كلما شعرت بالراحة مع الهدوء.
– استخدم السكون قبل القرارات الكبرى، أو بعد جلسات العمل المكثفة، أو كلما شعرت بأنك عالق. إن فكرتك التي تساوي مليون دولار تنتظرك في ذلك الصمت الذي تتجنبه باستمرار.
|
وهنا تكمن المفارقة العظمى التي تغير كل شيء: أنجز أكثر بفعل ما هو أقل.
– توقف عن قياس النجاح بعدد ساعات العمل، وابدأ بقياسه بحجم التأثير الذي تخلقه. يدرك رواد الأعمال الذين يبنون إمبراطوريات بينما يعيشون حياة كاملة ومتوازنة، أن العمل لساعات أقل لا يعني تحقيق إنجازات أقل.
– عندما تتوقف عن المحاولة بجهد مضنٍ، فإنك تخلق مساحة للفرص المناسبة لتجدك. عندما تحمي طاقتك، يصبح لديك المزيد لتقدمه. وعندما تحتضن السكون، تكتشف الوضوح. أنت لا تتكاسل، بل تتصرف بذكاء استراتيجي.
– إن مشروعك لا يحتاج إلى بقاياك المنهكة في آخر اليوم، بل يتوق إلى أفضل نسخة منك: القائد الواضح، المبدع، والهادئ. امنح نفسك الإذن بالعمل لساعات أقل، وشاهد نتائجك تتضاعف.
المصدر: فوربس
للمزيد من المقالات
اضغط هنا
التعليقات