استقرت أسعار الذهب في مصر اليوم الجمعة، عقب تراجعها يوم أمس بنحو 15 جنيهًا للجرام، متأثرة بانخفاض الطلب المحلي وتذبذب الأسعار العالمية للذهب، بالتزامن مع ارتفاع مؤشرات الدولار الأمريكي. ويأتي ذلك في وقت يترقب فيه المستثمرون نتائج الجلسة الختامية لهذا الأسبوع في البورصة العالمية، والتي قد تحدد اتجاه أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة.
أسعار الذهب في مصر اليوم
عيار 24: 5,754 جنيهًا للجرام.
عيار 21 (الأكثر تداولًا في السوق المحلي): 5,035 جنيهًا للجرام.
عيار 18: 4,316 جنيهًا للجرام.
الجنيه الذهب: 40,304 جنيهات.
وبالرغم من تراجع الأسعار أمس، فإن المعدن الأصفر استطاع الحفاظ على استقراره النسبي في تداولات اليوم، مدعومًا بترقب الأسواق لتغيرات أسعار الأونصة عالميًا.
العلاقة بين الذهب والدولار
يشير خبراء الاقتصاد إلى أن ارتفاع الدولار الأمريكي لليوم الثاني على التوالي كان سببًا رئيسيًا في الضغط السلبي على أسعار الذهب عالميًا، إذ تربطهما علاقة عكسية مباشرة. ومع توقف الدولار عن الارتفاع مع بداية الجلسة الأوروبية اليوم، تمكن الذهب من استعادة بعض الأداء الإيجابي، مما ساهم في تثبيت الأسعار عند مستوياتها الحالية.
وتعكس هذه التحركات حساسية الذهب تجاه سياسات البنوك المركزية، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الذي يواصل توجيه السوق بخطاباته وقراراته المرتبطة بأسعار الفائدة.
السياسة النقدية الأمريكية وتأثيرها
أشار تحليل صادر عن شركة “جولد بيليون” إلى أن التوقعات بارتفاع أسعار الذهب تعود إلى احتمالات اتخاذ البنك الاحتياطي الفيدرالي خطوات لتحفيز الاقتصاد الأمريكي، خاصة مع إعادة تركيزه على دعم سوق العمل. لكن في المقابل، تبقى تحذيرات مسؤولي الفيدرالي بشأن التضخم حاضرة، حيث يرون أن أي تخفيف للسياسة النقدية يجب أن يتم بحذر شديد.
وكان رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، قد صرح يوم الثلاثاء الماضي بأنه لا يوجد مسار خالٍ من المخاطر للسياسة النقدية، مشددًا على أن خفض أسعار الفائدة بسرعة كبيرة أو ببطء شديد يحمل مخاطر متباينة. كما دعمت ماري دالي، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، ومسؤولون آخرون، هذه النبرة الحذرة، مؤكدين أن القرارات المقبلة ستعتمد على البيانات الاقتصادية الواردة قبل كل اجتماع.
تقارير اقتصادية مرتقبة
ويترقب المستثمرون خلال الأسبوع الحالي سلسلة من البيانات الاقتصادية الأمريكية المهمة، تشمل تقارير حول التضخم، والبطالة، ومبيعات التجزئة، وهي مؤشرات أساسية قد تحدد اتجاه الفيدرالي في اجتماعاته المقبلة. ويؤكد محللون أن أي إشارات نحو تخفيض أسعار الفائدة بشكل متسارع ستعزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن، نظرًا لانخفاض تكلفة الفرصة البديلة لحيازته.
قراءة في المشهد المحلي
على المستوى المحلي، يظل السوق المصري للذهب متأثرًا مباشرة بتقلبات الأسعار العالمية، بجانب تحركات الدولار في السوق الرسمية. ويؤكد تجار الذهب أن حالة الركود النسبي في المبيعات خلال الأسابيع الماضية ساهمت في تقليل الطلب، ما حدّ من ارتفاع الأسعار رغم التذبذبات الخارجية.
التوقعات للفترة المقبلة
يتوقع خبراء السوق أن تستمر أسعار الذهب في نطاق عرضي خلال الأيام المقبلة، مع احتمالية حدوث تقلبات مرتبطة بنتائج الجلسة الختامية للبورصة العالمية، وكذلك البيانات الاقتصادية الأمريكية. وبشكل عام، يبقى الذهب خيارًا استثماريًا آمنًا للمستثمرين في ظل حالة عدم اليقين التي تحيط بالسياسات النقدية العالمية.
التعليقات