
في ظل بعض الحالات الطبية المعقدة التي قد يواجهها المرضى، حيث يقال إنهم “ميؤوس من شفائهم”، انتشرت مؤخراً بعض النقاشات حول ما إذا كان يمكن إنهاء حياة المريض في مثل هذه الظروف. وبينما تزايد الجدل في هذا الشأن، خرجت دار الإفتاء المصرية لتوضح حكم الشريعة الإسلامية في مسألة “قتل المريض الميؤوس من شفائه”.
الإسلام يحرم قتل النفس مهما كانت الظروف
أصدرت دار الإفتاء المصرية بيانًا حاسمًا أكدت فيه أن الإسلام يحرّم قتل أي نفس بشرية مهما كانت الظروف أو الحالة الصحية للإنسان. وأوضحت أن الحياة حق أصيل للإنسان، ولا يجوز لأي فرد أن يتصرف في هذا الحق، حتى وإن كانت الظروف الطبية للمريض تشير إلى أنه لا أمل في شفائه.
وأكدت دار الإفتاء أن “القتل” في هذه الحالة يُعد جريمة خطيرة يعاقب عليها الشرع، وأن الله سبحانه وتعالى حرم الإقدام على إنهاء حياة أي إنسان تحت أي مسمى، بما في ذلك “الميؤوس من شفائه”.
مفهوم المريض الميؤوس من شفائه في الإسلام
يُعرف “المريض الميؤوس من شفائه” في مجال الطب على أنه الشخص الذي لا توجد أية أمل في علاجه، وفقًا للتقديرات الطبية المعتمدة. لكن وفقًا للشرع الإسلامي، فإن مثل هذه الحالات لا تبرر القتل، بل تتطلب العناية والرعاية اللازمة.
وأوضحت دار الإفتاء أنه في حال كان المريض قد دخل في حالة ميؤوس منها، فإن ما يُفترض من الأطباء هو إيقاف العلاج غير المجدي، ولكن ذلك لا يعني قتل المريض. كما أضافت أن كل إنسان له حق في الحياة حتى وإن كانت حالته الصحية صعبة، ويجب تقديم الراحة له بدلاً من إنهاء حياته.
الرحمة والرفق في الإسلام في التعامل مع المريض
في حالة معاناة المريض من مرض عضال أو مرحلة متقدمة من المرض، دعا الإسلام إلى تقديم الرحمة والرفق به، والقيام بمساعدته في مواجهة آلامه. وقد أشار علماء الدين إلى ضرورة توفير الدعم النفسي والمعنوي، وكذلك العناية الطبية التي تخفف الألم دون المساس بحياته.
ما هو البديل الشرعي في هذه الحالات؟
بدلاً من اللجوء إلى فكرة القتل أو إنهاء حياة المريض، يشدد الفقهاء على ضرورة توفير رعاية مريحة للمريض في المراحل النهائية من حياته. وهذا يشمل العناية التامة بالمريض وتقديم الدعم الطبي الذي يهدف إلى تقليل معاناته دون التسبب في وفاته.
الخلاصة
من خلال هذا التوضيح، أكدت دار الإفتاء المصرية أن الإسلام يحترم حياة الإنسان ويجب الحفاظ عليها في جميع الأوقات، بما في ذلك في الحالات التي يُعتقد فيها أن المريض لا أمل في شفائه. لا يجوز شرعًا إنهاء حياة أي شخص في هذه الظروف، بل يجب توفير الرعاية اللازمة والراحة له حتى يلقى ربه.