التخطي إلى المحتوى

إزاي مصر قدرت تفضل رقم واحد في العالم 4 سنين ورا بعض في صادرات الذهب الأحمر؟، وهل ممكن الذهب الأحمر يبقى أكبر مصدر دخل في الصناعات الغذائية قريب؟، وإيه اللي مخليه يتفوق على المكسيك وبولندا وتشيلي والصين؟، ومع زيادة خطوط التجميد، هل صادراتنا ممكن توصل لمليار دولار في كام سنة؟.. وإزاي مصر قدرت تدخل أسواق زي أوروبا وكندا وآسيا وتثبت نفسها قدام أكبر الشركات العالمية؟

مصر ولسنة رابعة على التوالي قدرت تحافظ على لقب رقم واحد عالميا في تصدير الذهب الأحمر، مركز مش أي دولة تقدر توصله، ولا حتى كبار المنتجين اللي ليهم تاريخ طويل زي المكسيك وبولندا وتشيلي والصين، وطبقًا لأحدث بيانات التجارة الدولية لعام 2024، مصر مش بس الأولى، دي متفوقة بفارق ضخم يخليها في حتة لوحدها.

الأرقام بتتكلم بصراحة، مصر صدرت في 2024 حوالي 191 ألف طن فراولة مجمدة، بقيمة أكتر من 381 مليون دولار.. رقم مهول، وده قبل ما نشوف قفزة 2025 اللي صادراتها وصلت في أول تسع شهور بس لـ608 مليون دولار بسبب افتتاح مصانع تجميد جديدة.. تخيل الفرق لما تكون صادراتنا ضعف المكسيك وتلات أضعاف بولندا؟ معنى كده إن مصر بقيت اللاعب الأكبر اللي بيقود سوق الفراولة المجمدة في العالم كله.

طب إيه اللي مخلي الفراولة المصرية مطلوبة بالشكل ده؟ السر في تقنية الـ IQF… تجميد سريع لكل ثمرة لوحدها، بدرجات حرارة منخفضة جدًا، فالثمرة بتحافظ على لونها، قوامها، طعمها، والمحتوى السكري من غير ما تتلخبط أو تتكسر.. الجودة دي هي اللي بتخلي أكبر سلاسل المطاعم العالمية تعتمد على الفراولة المصرية في منتجات زي الميلك شيك، السموذي والآيس كريم والزبادي المجمد وحتى الحشوات المخبوزة.

وده ليه؟ لأن المواصفات دي مش أي دولة تقدر توفرها بنفس الثبات والجودة، لكن مصر قدرت تعمل ده بفضل مصانع حديثة ومحطات تعبئة قوية وشركات مصدّرة شغالة بمعايير عالمية.

النهارده الفراولة المصرية موجودة في أكتر من 100 دولة من أوروبا بكل أسواقها، للسعودية والإمارات، لماليزيا وكوريا الجنوبية، لحد كندا والبرازيل، وجود في كل الاتجاهات، ده غير إن إنتاجنا ثابت على مدار السنة بسبب طول الموسم الزراعي عندنا، وارتفاع إنتاجية الفدان مقارنة بدول كتير.

والقصة مش وليدة اللحظة، مصر ماسكة المركز الأول من 2021، وبتوسع الفارق سنة بعد سنة، لحد ما بقت في 2024 في صدارة محسومة، ومع زيادة المساحات المزروعة وتطوير خطوط التجميد، الخبراء متوقعين أن مصر هتفضل في القمة سنين قدام.

في النهاية، مصر مش بس بتزرع فراولة، دي بقت مركز عالمي للفراولة المجمدة، كل ما تشوف ميلك شيك في أوروبا، أو سموذي في الخليج، أو آيس كريم في آسيا، فيه احتمال كبير إنك بتشوف فيها جزء من الأرض المصرية، لأن مصر قدرت تحول محصول بسيط إلى قصة نجاح عالمية وريادة اقتصادية مشرفة في قطاع الأغذية.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *