في الساعات الأخيرة أنظار العالم كله متجهة نحو مصر.. وكل وكالات الأنباء والصافي والمواقع والقنوات التلفزيونية نقلت اللي حصل النهاردة.. فيا ترى ليه العالم كله مهتم باللي هيحصل في المتحف المصري الكبير ؟ وإزاي مصر هتستفاد اقتصاديا من افتتاح المتحف.. وهل ممكن مبنى واحد يغيّر خريطة السياحة في دولة بحجم مصر؟
النهاردة مصر مش بس بنحتفل بـ افتتاح المتحف المصري الكبير ..إحنا بنحتفل بـ “إعلان ميلاد” عصر جديد للسياحة في مصر.
فكرة المشروع ده بدأت من عقود.. لكن التنفيذ اللي شوفناه خلال السنين الأخيرة كان ملحمة. أكبر متحف للآثار في العالم على مساحة نص مليون متر مربع وإطلالة مباشرة على أهرامات الجيزة اللي عمرها آلاف السنين.
المتحف ده مش مجرد مكان عشان تتفرج فيه على تماثيل.. ده “آلة زمن” متطورة بتنقلك لـ قلب الحضارة المصرية، بأحدث تكنولوجيا عرض في الدنيا.
شوف كمية الشغل اللي حصلت.. تطوير شبكة طرق ضخمة، مطار سفنكس الدولي اللي بقى على بعد دقايق، وممشى سياحي بيربط المتحف بالأهرامات مصر ما عملتش متحف.. مصر عملت “منطقة سياحية متكاملة” هي الأهم عالميا.
طيب.. إيه القيمة الاقتصادية الحقيقية للـمتحف؟

خلينا نتكلم بلغة الأرقام والفلوس.. خبراء الاقتصاد بيتوقعوا رقم مبدئي ضخم 3 مليار دولار عائدات سنوية في مرحلة التشغيل الأولى للمتحف.. الرقم ده مرشح يزيد بشكل جنوني مع اكتمال كل المشروعات اللي حواليه.
ركز معايا في الـ 3 أبعاد الاقتصادية الضخمة.. اولا لعملة الصعبة.. المتحف ده يعتبر “مغناطيس” بيجذب شريحة جديدة من السائحين بيُسمّوهم “سياحة ثقافية” أو “سياحة أثرية”.
السائح ده بيكون “أغلى”.. يعني بيقعد فترة أطول وبيصرف أكتر بكتير من أي سائح تاني
كمان المتحف مش بس وظّف آلاف العمالة المباشرة في البناء والتشغيل.. هو بيخلق “اقتصاد موازي” كامل. خدمات فندقية، مطاعم، صناعات حرفية، قطاع نقل ولوجستيات. كل ده بيفتح آلاف فرص الشغل للشباب، وبيقلل البطالة في قطاع السياحة اللي كان بيعاني
وخد بالك المنطقة اللي حوالين المتحف كلها بقت “دهب”. أسعار الأراضي نطّت بشكل ملحوظ. ليه؟ لأن المستثمرين (سواء مصريين أو خليجيين) عارفين إن ده “مستقبل السياحة”، وبدأت خطط توسيع الفنادق والخدمات تتسرع بشكل مش طبيعي.
زمان.. كانت السياحة في مصر بتعتمد على مسارين بس سياحة الشواطئ (في البحر الأحمر) وسياحة الآثار (الأقصر وأسوان والقاهرة القديمة).
المتحف هيعمل حاجة اسمها “إعادة تشكيل الخريطة السياحية .. دلوقتي، المتحف المصري الكبير أصبح “نقطة الارتكاز” الجديدة. هيسحب ملايين السياح من مطاراتهم الجديدة مباشرة على القاهرة، تحديداً على المتحف والأهرامات، وده اللي هيساعد مصر تحقق الهدف الأهم 30 مليون سائح بحلول 2030.
إيه اللي بيميز التجربة دي؟
فيه حاجات كتير اولها كنز توت عنخ آمون لأول مرة في التاريخ المجموعة الكاملة للملك الذهبي (أكتر من 5000 قطعة) بتتعرض في مكان واحد، بشكل يخليك تتجنن من عظمة التصميم والتاريخ.
وفيه كمان عروض تفاعلية، واقع افتراضي.. هتخلي السائح يعيش جو الأثر مش بس يتفرج علي.. و المتحف متكامل الخدمات.. مطاعم، كافيهات، أماكن ترفيه، قاعات مؤتمرات.. ده بيخلي الزيارة متعة متكاملة، مش مجرد جولة سريعة.
الأكيد.. ان الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير مش مجرد حدث حضاري.. ده إعلان عن “قوة مصر الناعمة” وقدرتها على تحويل تاريخها وحضارتها لـ قاطرة تقود اقتصاد المستقبل.

التعليقات