التخطي إلى المحتوى

أظهرت بيانات رسمية صادرة عن الهيئة الوطنية للطاقة الصينية أن البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية في البلاد واصلت توسعها السريع خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الجاري، مدعومة بالنمو القوي في سوق السيارات العاملة بالطاقة الجديدة وزيادة الاستثمارات الحكومية والخاصة في هذا القطاع الحيوي.

ووفقًا للبيانات، ارتفع العدد الإجمالي لمنشآت شحن السيارات الكهربائية في الصين بنسبة 54.5% على أساس سنوي ليصل إلى 18.06 مليون وحدة بحلول نهاية سبتمبر 2025، ما يجعل الصين تمتلك أكبر شبكة شحن كهربائي في العالم من حيث السعة وعدد نقاط الخدمة.

وقال تان هونغ جيانغ، المسؤول بالهيئة الوطنية للطاقة، خلال مؤتمر صحفي في بكين، إن شبكة الشحن المتنامية نجحت في تلبية احتياجات ما يقرب من 40 مليون سيارة تعمل بالطاقة الجديدة في جميع أنحاء البلاد، مشيرًا إلى أن الصين باتت تشكل نموذجًا عالميًا في تطوير بنية تحتية شاملة ومستدامة لمركبات الطاقة النظيفة.

وأضاف تان أن إجمالي قدرة منشآت الشحن العامة بلغ نحو 200 مليون كيلوواط في نهاية سبتمبر الماضي، بزيادة قدرها 59.2% مقارنة ببداية عام 2025، مشددًا على أن هذا النمو يعكس نجاح السياسات الحكومية في تعزيز التحول نحو النقل الكهربائي وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

وأوضح المسؤول الصيني أن القطاع حقق أيضًا اختراقات تكنولوجية في مجالات الشحن الذكي وأنظمة الطاقة عالية الكفاءة، بما في ذلك إدخال شبكات شحن عالية الطاقة وأنظمة رقمية قادرة على إدارة الطلب وتوزيع الطاقة بشكل أكثر مرونة واستدامة.

وفي سياق متصل، أعلنت الحكومة الصينية في أكتوبر الماضي عن خطة عمل مدتها ثلاث سنوات (2025-2027) تهدف إلى تحسين وتوسيع شبكة الشحن الوطنية، لتصل إلى 28 مليون منشأة شحن بحلول نهاية عام 2027، ضمن استراتيجية وطنية لتعزيز التحول الأخضر وخفض الانبعاثات الكربونية.

وتشجع الخطة على زيادة مشاركة القطاع الخاص في إنشاء وتشغيل محطات الشحن، بما يتماشى مع ديناميكية السوق المحلي، حيث تُظهر البيانات أن ثمانية من أكبر عشرة مزودي خدمات الشحن في الصين هم من الشركات الخاصة. كما استحوذت هذه الشركات على 70.7% من إجمالي سوق الشحن العام في البلاد حتى نهاية سبتمبر 2025، وهو ما يعكس تنامي دور القطاع الخاص في دعم التحول الطاقوي في الصين.

ويرى محللون أن استمرار التوسع في البنية التحتية للشحن يعزز مكانة الصين كأكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم، كما يهيئ البيئة المناسبة لتحقيق هدف البلاد المتمثل في الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2060. ويُتوقع أن تؤدي التطورات التكنولوجية والسياسات التحفيزية إلى خفض تكاليف الشحن وتسريع اعتماد السيارات الكهربائية على نطاق أوسع خلال السنوات المقبلة.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *