موسم الأرز السنة دي في مصر اتوصف بـ”الموسم الذهبي”.. الإنتاج ضرب كل التوقعات، والأرقام وصلت لمستوى ما حصلش قبل كده، لدرجة إن الحكومة قررت تفتح باب تصدير الفائض للأسواق العالمية من تاني! يعني بعد سنين من الحظر والتقييد، مصر راجعة لسوق الأرز العالمي وبقوة.
السنة دي، مصر أنتجت 6.5 مليون طن شعير، يعني حوالي 4.4 مليون طن أرز أبيض جاهز للاستهلاك، وده رقم قياسي ما حصلش من سنين طويلة.. الفائض الكبير ده خلى الحكومة تتحرك بسرعة عشان تنظم عملية التصدير وتستغل الإنتاج الضخم بشكل يخدم السوق المحلي وكمان يفتح باب دخل جديد من العملة الصعبة.
التصدير هيتم من خلال جهاز “مستقبل مصر للتنمية المستدامة”، واللي اتفق مع منتجي الأرز على خطة التنفيذ بعد ما يتأكدوا إن السوق المحلي متأمن ومفيش نقص في الأسعار.
وهيكون فيه رسم صادر حوالي 70 دولار للطن، علشان التصدير يكون منظم ومربح في نفس الوقت.
وخليني اقولك ان الأسعار في السوق المحلي دلوقتي بتتراوح بين 19 و25 ألف جنيه للطن، وده معقول جدًا مقارنة بحجم الإنتاج الكبير، خصوصًا إن الحكومة بتتابع السوق عشان تمنع أي استغلال أو مغالاة في الأسعار.
والمصادر الحكومية أكدت إن مصر عندها دلوقتي فائض يقرب من مليون طن، يعني بعد ما نأمن احتياجات السوق المحلي، هنقدر نصدر ونكسب من فرق الإنتاج.
وفي دول كتير في المنطقة بدأت تهتم تستورد الأرز المصري من جديد، خاصة بعد ارتفاع الأسعار العالمية ونقص الإمدادات في بعض الأسواق.

بس في نفس الوقت، فيه وجهة نظر تانية من خبراء تصدير بيقولوا إن فرص الأرز المصري في السوق العالمي متوسطة حاليًا، بسبب إن المعروض العالمي كبير جدًا، والإنتاج العالمي وصل لحوالي 770 مليون طن.. يعني المنافسة قوية، خصوصًا من دول آسيوية زي الهند وتايلاند اللي عندهم وفرة في الإنتاج وأسعار أرخص..
ورغم كده، خطوة رجوع مصر للتصدير مهمة جدًا لأنها بتدي إشارة قوية إن الزراعة المصرية بترجع تاخد مكانها الطبيعي بين الكبار
والمزارعين كمان شايفين إن دي بشرة خير بعد تعب موسم طويل ومصاريف كبيرة، خاصة إن الموسم ده شهد توسع في المساحات المزروعة اللي وصلت لـ 1.6 مليون فدان.
كمان تقرير وزارة الزراعة الأمريكية قال إن واردات مصر من الأرز هتنخفض بنسبة 24.3% السنة الجاية، وده دليل واضح على إن الإنتاج المحلي كفاية وزيادة، وإن مصر بتستغني تدريجيًا عن الاستيراد.
والواردات اللي هتفضل مستمرة هي من أنواع معينة زي البسمتي والياسمين، وده لأن المصريين بيحبوهم لأسباب طعم ونشا مختلف عن الأرز المحلي.
يعني باختصار، موسم الأرز ده مش عادي أبدًا
مصر حققت أعلى إنتاج في تاريخها، والبلد داخلة على مرحلة اكتفاء وتصدير بدل الاستيراد. وده معناه إن الفلاح المصري كسب، والدولة كسبت، والدولار كمان هيدخل من باب الزراعة .. وكده نقدر نقول ان الخير راجع للأرض، ومصر راجعة لسوق الأرز العالمي وبقوة.

التعليقات