التخطي إلى المحتوى

تشهد شركة فودافون مصر خلال الأيام الأخيرة موجة من الشكاوى المتزايدة من جانب عملائها في عدد من المحافظات، بسبب توقف خطوط الهاتف المحمول أو انقطاع خدمات الاتصال والإنترنت بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار، ما تسبب في تعطيل أعمال المستخدمين وتعقيد تعاملاتهم اليومية.

وأفاد عدد من العملاء بأنهم فوجئوا بانقطاع الخدمة رغم انتظامهم في سداد الفواتير الشهرية أو شحن الباقات مسبقة الدفع، مؤكدين أن المشكلة لا ترتبط بمنطقة معينة، بل تتكرر في أكثر من محافظة، من بينها القاهرة الكبرى والإسكندرية والدقهلية والمنوفية. وأعرب المتضررون عن استيائهم من ضعف سرعة استجابة مراكز خدمة العملاء وصعوبة التواصل مع ممثلي الدعم الفني للحصول على تفسير واضح.

وتداول مستخدمون عبر منصات التواصل الاجتماعي منشورات تتحدث عن مشكلات مشابهة، مشيرين إلى أن الشركة لم تصدر أي توضيح رسمي حول أسباب الخلل أو موعد إصلاحه، ما أثار تساؤلات حول آليات إدارة الأزمات داخل الشركة، ومدى التزامها بمعايير الشفافية والحق في الحصول على المعلومات.

وقال مصدر مطلع في قطاع الاتصالات، إن تكرار مثل هذه الأعطال يكشف عن وجود خلل في منظومة التواصل الداخلي داخل الشركة، مؤكدًا أن فودافون مصر مطالبة بمراجعة سياساتها الخاصة بإخطار العملاء قبل تنفيذ أي تحديثات أو إجراءات فنية قد تؤثر على الخدمة. وأوضح المصدر أن السوق المصري يشهد حاليًا تنافسًا قويًا بين شركات المحمول، وهو ما يجعل الحفاظ على ثقة المستخدمين مسألة حاسمة في بقاء أي شركة في الصدارة.

وأضاف أن العديد من العملاء في الوقت الحالي يعتمدون على خدمات الاتصالات والإنترنت في أعمالهم اليومية، خاصة العاملين في مجالات التجارة الإلكترونية والتوصيل والخدمات الرقمية، ما يجعل أي انقطاع مفاجئ للخدمة بمثابة أزمة اقتصادية صغيرة على المستوى الفردي.

وأشار المصدر إلى أن معالجة هذه المشكلات تتطلب من فودافون نهجًا أكثر شفافية في التعامل مع الجمهور، وسرعة في الرد على الشكاوى الفنية، خصوصًا مع اتساع قاعدة مستخدميها داخل مصر، مؤكدًا أن ثقة العملاء باتت مرتبطة بجودة الخدمة وسرعة الاستجابة لأي خلل طارئ، أكثر من ارتباطها بالعروض التجارية أو الحملات التسويقية.

وطالب خبراء في مجال الاتصالات الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بضرورة متابعة أداء شركات المحمول بشكل دوري، وضمان التزامها بمعايير الخدمة والشفافية في التعامل مع المشكلات التقنية، بما يحمي حقوق المستخدمين ويعزز من جودة خدمات الاتصالات في السوق المصري.

وأكد عدد من المحللين أن تجاهل هذه الشكاوى قد يؤثر على صورة الشركة في المدى المتوسط، خاصة في ظل المنافسة القوية من شركات أخرى تسعى لزيادة حصتها السوقية من خلال تطوير بنيتها التحتية وتوسيع نطاق خدمات الجيل الرابع والخامس.

وفي ظل صمت الشركة حتى الآن، يترقب المستخدمون إصدار بيان رسمي يوضح أسباب الانقطاع وموعد عودة الخدمة إلى طبيعتها، وسط مطالب متزايدة بتعويض المشتركين المتضررين أو تقديم باقات بديلة كخطوة لاحتواء الأزمة واستعادة الثقة.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *