التخطي إلى المحتوى

وانت ماشي في شوارعها، هتسمع سيمفونية مش شبه أي موسيقى..
صوت الشاكوش والمسمار هو اللحن، وريحة الخشب هي الإحساس!
قرية بسيطة اسمها “طنان”، بس شهرتها وصلت لحد بره مصر.

الناس فيها بتشتغل بإيديها وضميرها، صنعة ورا صنعة، لحد ما بقت واحدة من أهم قلاع صناعة الأثاث في البلد.

النهاردة هحكيلكم حكاية القرية اللي اتعرفت باسم “قرية الشاكوش والمسمار”، واللي خلت الغني والفقير يشتري منها.

طنان، قرية صغيرة في محافظة القليوبية، شكلها من بعيد قرية عادية، لكن أول ما تدخلها هتعرف إنك داخل عالم تاني.

البيوت هنا مش بس بيوت.. دي ورش نجارة ومعارض موبيليا من كل لون وشكل.

الشوارع كلها صوت دق وسنفره، ريحة الخشب مالية الجو، والناس شغالة من أول النهار لحد ما الشمس تغيب.

القرية دي بقت اسمها معروف في كل حتة.. الغني والفقير بيروحوا يشتروا من عندهم.

اللي بيجهز شقته، واللي بيجدد بيته، واللي عايز شغل يدوي محترم بسعر على قد الجيب.

طنان بقت الأولى في محافظة القليوبية والتانية على مستوى الجمهورية بعد دمياط في صناعة الأثاث، وده مش من فراغ.

السر في أهلها! الناس هنا متربين على الشغل.. مفيش كسل ولا تسويف.

من بدري الصبح تلاقي الشباب فاتحين الورش، والدنيا دايرة.. خشب بيتقطع، غرف بتتجمع، والمعارض فاتحة أبوابها للزباين.

الجميل كمان إنك مهما كانت ميزانيتك صغيرة أو كبيرة، هتلاقي اللي يناسبك، والأسعار فيها مساحة دايمًا للفصال، عشان الكل يطلع مبسوط.

واحد من الصنايعية قال إن عدد الورش والمعارض بالآلاف، وكل شارع جوه القرية يعتبر معرض مفتوح.

هتلاقي الشغل الشعبي والكلاسيك والمودرن، وكل طراز يخطر على بالك.

وزي ما بيقولوا: “ادخل واتفرج براحتك حتى لو مش ناوي تشتري دلوقتي” محدش بيضايقك!

واللي خلى طنان تكبر كده مش بس شغلها الحلو، لكن كمان موقعها المميز بين الدلتا والقاهرة وعلى الطريق الزراعي.

وده سهل على الزباين الوصول ليها، وسهل كمان شحن الأثاث لأي مكان داخل مصر أو براها.

وفعلاً، منتجات طنان وصلت لدول عربية كتير، وده بفضل استخدامهم خشب الزان الأحمر المشهور بجودته، واهتمامهم بكل تفصيلة في الشغل.

حتى العرايس اللي بتجهز بتعتبر رحلة طنان خطوة أساسية قبل الجواز!

والصناعة دي مش بس مصدر رزق للنجارين، دي كمان بتفتح بيوت كتير من السواقين لعمال النقل والتغليف والتجار.

لكن رغم النجاح، القرية بتواجه تحديات مش بسيطة، زي غلاء الخامات اللي مأثر على الأسعار، ومشاكل البنية التحتية زي الصرف والطرق اللي محتاجة رصف.
وبرغم كل ده، أهل طنان لسه مكملين.. الصنعة في دمهم، والإصرار في عيونهم.

وفي الاخر خليني اقولك ان طنان القرية البسيطة.. بقت رمز من رموز الصناعة المصرية.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *