التخطي إلى المحتوى

الكل بيسأل مصر هتقدر إزاي ترجع ترسم خريطة الذهب من جديد بعد سنين من التوقف؟، وهل فعلا نقدر نوصل لمرحلة إننا ننقب وننتج الدهب بإيدينا من غير شركات أجنبية؟، وإيه حجم الكنوز اللي لسه مدفونة في جبال الصحراء الشرقية ومستنية تتكشف؟، وهل مصر هتبقى من الدول اللي تنافس عالميًا في إنتاج الدهب؟

من زمان ومصر معروفة إنها أرض الدهب، من أيام الفراعنة اللي كانوا أول ناس يعرفوا يعني إيه منجم ويعني إيه دهب مدفون في الجبال، الصحراء الشرقية مليانة كنوز، بس لسنين طويلة محدش كان بيقدر يستغلها صح، والسبب إن التعدين مش لعبة، محتاج فلوس كتير، وتكنولوجيا عالية، وخبرة في الحفر والمسح الجيولوجي، علشان كده مصر كانت بتعتمد على الشركات الأجنبية، اللي عندها الإمكانيات دي، وده خلانا نفضل تحت رحمة الاستثمار الخارجي لفترة طويلة.

بس الدنيا اتغيرت، الحكومة المصرية قررت تمشي في طريق جديد وتعيد رسم خريطة الدهب بإيديها.. الفكرة بدأت لما الدولة شافت إن الوقت جه نرجع نستفيد من مواردنا ونبني قدراتنا بنفسنا، ووزارة البترول اشتغلت على تطوير القوانين وتبسيط إجراءات التراخيص، علشان تشجع الشركات الوطنية والمستثمرين المحليين يدخلوا المجال ده.

وفي آخر كام سنة، حصلت طفرة حقيقية، وإنتاج الدهب في مصر وصل لحوالي 560 ألف أوقية في السنة، وفيع خطة أنه يوصل لـ800 ألف أوقية بحلول 2030.. كمان إيرادات قطاع التعدين زادت بنسبة أكتر من 130%، وده رقم ضخم بيأكد إننا ماشيين في الطريق الصح.

مصر كمان طرحت مناقصات عالمية في مناطق واعدة زي فاتيري وأم عود وبرامية، وده بيخلينا نرجع للخريطة العالمية بقوة، لكن الجديد المرادي إننا مش بس بندور على استثمارات أجنبية، إحنا كمان بنبني شركاتنا المحلية ونجهز شباب مهندسين وجيولوجيين يقدروا يقودوا المجال ده بأنفسهم.

الخطة مش قصيرة المدى، دي رؤية كاملة لحد سنة 2030، الهدف منها إن قطاع التعدين يساهم بـ6% من الناتج المحلي، وده معناه دخل ضخم للدولة وفرص شغل كتير.

بس الطريق مش سهل، التنقيب الذاتي محتاج تجهيزات ومعامل تحليل وطرق جديدة، ومعايير بيئية صارمة عشان ما نضرش الطبيعة، كمان مصر دلوقتي بتحاول توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة، وده بيدي صورة إن البلد ماشية بخطة علمية مش عشوائية.

اللي بيحصل النهارده إن مصر بتعيد اكتشاف نفسها في مجال الدهب، بعد ما كانت بتعتمد على الغير، بقت بتعتمد على عقلها وسواعد ولادها، ولو استمرت بنفس المعدل ده من التطوير والتوسع، قريب جدًا هنسمع إن مصر مش بس بلد التاريخ والآثار، لكن كمان بلد الدهب والمناجم.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *