التخطي إلى المحتوى

قاطرات مصرية الصنع، بتشق طريقها عبر البحر المتوسط في أولى رحلاتها من أرض الفراعنة إلى أوروبا. مشهد مش مجرد صفقة تجارية، لكنه إعلان واضح إن الصناعة المصرية رجعت للساحة العالمية، وبقوة.

النهارده أول خطوات التصدير الخارجي في صناعة القاطرات تبدأ، وعلم “صنع في مصر” هيشق الطريق في البحر المتوسط نحو للقارة الأوروبية.. طب إيه اللي بيحصل خليكم معايا عشان نعرف القصة؟
 

النهارده بنحتفل بخطوة جديدة في مسار التصدير المصري، بعد ما شهد الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، توقيع عقد بين مصنع مصر لبناء القاطرات ومجموعة نيري NERI الإيطالية، لبيع قاطرتين بقوة شد ٩٠ طن. وده مش أي عقد… ده أول تصدير فعلي للصناعات البحرية المصرية إلى أوروبا، وبداية رحلة جديدة تحمل اسم “صنع في مصر” على ظهر البحر.

الفريق أسامة ربيع وصف التعاقد ده إنه “شهادة ثقة” في قدراتنا، ونتيجة لسنين من الشغل الجاد لتوطين الصناعة البحرية.

الموضوع مش وليد اللحظة، مصنع مصر لبناء القاطرات، التابع لشركة قناة السويس للقوارب الحديثة، هو كيان ضخم على مساحة حوالي تسعة آلاف متر مربع، مجهز بأحدث معدات تصنيع السفن، من التقطيع والتشكيل، لحد التجميع والتشطيب.

والمصنع ده ناتج عن شراكة استراتيجية بين هيئة قناة السويس وترسانة جنوب البحر الأحمر، تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية بتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، ودفع عجلة التصدير.

القاطرتين اللي هيتصدروا لإيطاليا من طراز Rastar 3200-W، تصميم عالمي مميز، بيتميز بقوة شد عالية وتكنولوجيا حديثة تناسب الموانئ الكبرى والقنوات البحرية.

ودي نقطة مهمة، لأن أوروبا النهارده بتعاني من ارتفاع تكاليف الإنتاج، وبتدور على شركاء موثوق في الصناعة البحرية.
هنا بتدخل مصر كمنافس حقيقي، بخبرة بشرية كبيرة، وجودة عالية، وتكلفة تنافسية. يعني المصنع المصري بيقدّم منتج بنفس كفاءة القاطرات الأوروبية، لكن بسعر أفضل وبتسليم في وقت قياسي.

مجموعة نيري NERI الإيطالية اللي اشترت القاطرتين مش شركة صغيرة، دي واحدة من أقدم وأهم الشركات البحرية في أوروبا، تأسست سنة 1895، ومتخصصة في تشغيل القاطرات وخدمات الإنقاذ البحري والرسو في الموانئ.

إنهم يختاروا منتج مصري يعني إن الثقة وصلت لمرحلة جديدة، ومصر بقت لاعب في سوق كان مقفول زمان على أوروبا بس.
الصفقة دي مش نهاية الطريق… بالعكس، دي أول خطوة لمشروعات أكبر.

رئيس المجموعة الإيطالية قال بنفسه إن التعاقد ده “باكورة للتعاون المشترك” مع هيئة قناة السويس، وإنه بيتمنى يشوف تعاقدات جديدة قريب.

يعني ببساطة، اللي جاي أكتر.. والإنجاز ده مش مجرد تصدير، ده رسالة للعالم إن الصناعة المصرية رجعت تتكلم بلغة المنافسة، وإن الترسانات الوطنية اللي كانت في وقت من الأوقات رمز للريادة، بتستعيد مكانتها تاني. وهي خطوة مهمة في طريق تحويل قناة السويس ومصر كلها لمركز صناعي بحري في المنطقة.

اقتصادياً، الفايدة ضخمة، التصدير للخارج معناه عملة صعبة جديدة داخل البلد، وتشغيل مصانع، وتوفير فرص عمل، وتنشيط قطاعات زي النقل، والتأمين، والموانئ.

لكن الأهم من ده كله، هو السمعة — إن منتجك يحمل شعار “صنع في مصر” ويتباع في أوروبا، فده بحد ذاته أكبر دعاية ممكنة للصناعة المصرية.

مصنع مصر لبناء القاطرات قدر يوصل للإنجاز ده في أقل من سنة ونص من التشغيل الفعلي، وده دليل على إن عندنا خبرات محلية بتنافس في وقت قياسي.

وفي نفس الوقت، بيواصل المصنع إنتاج قاطرات “عزم” لصالح هيئة قناة السويس، وكمان مشروع بناء ١٢ سفينة صيد أعالي بحار بتقنيات حديثة للتجميد والتخزين، يعني شغل متواصل ومتنوع.

النهارده، القاطرات دي مش بس هتبحر من الموانئ المصرية، دي بتحمل معاها رسالة أمل وفخر. مصر مش بس بترمم تاريخها الصناعي، دي بتبني مستقبل جديد، بيتكلم بلغة التصدير، والثقة، والريادة.

قاطرتين مصرّيتين بيرفعوا علم مصر، في طريقهم لشواطئ أوروبا.. دي رسالة للعالم كله إن مصر مش بس بتصنع.. مصر بتقود.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *