التخطي إلى المحتوى

هو إيه اللي بيخلي مصر دلوقتي تركّز تاني على تصدير الغاز الطبيعي المسال؟ وليه الحكومة بتخطط تزود الصادرات خلال الشهور الجاية رغم إنها كانت بقت مستورد صافٍ للوقود السنة اللي فاتت؟ والأهم… الزيادة دي هتنعكس إزاي على الدولار وتدفقات العملة الصعبة في البلد؟

مصر داخلة على فصل الشتاء بخطة جديدة وطموحة.. الحكومة بتجهز لزيادة صادرات الغاز الطبيعي المسال ما بين نوفمبر الجاي ومارس 2026.. الفكرة إن البلد ترجع تاخد مكانها على خريطة مصدّري الغاز بعد فترة من التراجع وده في توقيت حساس جدًا خصوصًا مع ارتفاع الطلب العالمي على الطاقة في الشتاء.

مصادر مطلعة قالت إن مصر بتجري حاليًا محادثات مع الشركاء الأجانب علشان تضخ شحنتين من الغاز المسال كل شهر من محطة إدكو واحدة من أهم محطات التسييل في الشرق الأوسط.. الخطة دي مش بس علشان التصدير لكن كمان علشان تشجّع الشركات العالمية تضخ استثمارات أكتر في إنتاج الغاز المصري وتسمح لهم في نفس الوقت بتصدير جزء من الإنتاج، فده يحفّزهم يشتغلوا بطاقة أكبر.

خلينا نفكر لحضراتكم إن لحد دلوقتي في 2025، مصر ما صدّرتش غير 4 شحنات غاز مسال بس منهم واحدة راحت إيطاليا الأسبوع اللي فات وده فرق كبير عن سنة 2022 اللي كانت مصر فيها مصدّرة أكتر من 100 شحنة.

السبب الأساسي في التراجع كان إن الحكومة كانت بتدي أولوية لتغطية الطلب المحلي خصوصًا في فترات الصيف لما الاستهلاك الكهربائي بيعلى جدًا  فكانت أغلب الكميات بتروح لتغذية محطات الكهرباء والمصانع بدل ما تتصدر بره.

لكن دلوقتي الوضع بيتغير. الحكومة بتحاول توازن بين تلبية احتياجات السوق المحلي وتشغيل محطات التسييل بكامل طاقتها. الهدف إن مصر ترجع تصدّر بشكل منتظم وتستفيد من الأسعار العالمية اللي ممكن تعوض أي فجوة مالية داخلية.

كمان الخطة دي ليها بُعد اقتصادي مهم جدًا.. لما تصدّر غاز، بتدخل عملة صعبة، وده بيساعد على تقوية الاحتياطي النقدي عند البنك المركزي، وبيخفّف الضغط على الجنيه المصري في سوق الصرف. كل دولار داخل من التصدير معناه استقرار أكتر في السوق، ومرونة أكبر للدولة في إدارة احتياجاتها من الواردات والطاقة.

وده مش بس عن الغاز كسلعة لكن كرسالة استثمارية مصر بتقول للمستثمرين الدوليين “احنا راجعين ننتج ونصدّر تاني”، خصوصًا بعد ما واجهت مشاكل في الإنتاج والتمويل في 2024.

وفي نقطة تانية مهمة.. أوروبا نفسها محتاجة الغاز المصري. بعد الحرب الروسية الأوكرانية.. أوروبا فقدت جزء كبير من الغاز اللي كان بيجيها عبر الأنابيب من روسيا، فبقت تعتمد على الغاز المسال من الشرق الأوسط وأفريقيا. وده بيفتح باب ضخم قدام مصر علشان تثبّت مكانها كمورّد موثوق، خاصة إن موقعها الجغرافي بيساعدها توصل بسهولة للأسواق الأوروبية.

الموضوع كمان ليه جانب فني واقتصادي أعمق.. مصر حاليًا بتعيد تقييم قدرتها الإنتاجية وبتركّز على تطوير الحقول القائمة في البحر المتوسط، خصوصًا حقل “ظُهر” وبعض الاكتشافات الجديدة اللي ممكن ترفع إنتاجها في 2026.

يعني باختصار البلد بتتحرك في 3 اتجاهات مع بعض هي زيادة الإنتاج و تشغيل محطات التسييل بأقصى طاقة وإعادة التصدير للسوق العالمي بأذكى توقيت ممكن.

مصر بتراهن على الغاز تاني… بس المرة دي بخطة محسوبة علشان الغاز يبقى مش بس مصدر طاقة  لكن كمان مصدر استقرار اقتصادي.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *