أعلنت شركة «جوجل» التابعة لمجموعة «ألفابت» عن خططها لاستثمار 10 مليارات دولار في إنشاء مركز بيانات ضخم ومحور متكامل لتقنيات الذكاء الاصطناعي في ولاية أندرا براديش جنوبي الهند، في خطوة تُعد أكبر استثمار منفرد للشركة في البلاد، وتؤكد التوجه العالمي نحو تعزيز البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الأسواق الناشئة.
وذكرت حكومة الولاية في بيان رسمي أن المشروع سيُقام في مدينة فيساخاباتنام الساحلية، وسيتضمن مركز بيانات بقدرة 1 غيغاواط يعتمد على مصادر طاقة متجددة لضمان التشغيل المستدام، إضافة إلى بنية تحتية متقدمة للذكاء الاصطناعي وشبكة ألياف ضوئية موسعة لدعم الاتصال فائق السرعة. ومن المقرر توقيع الاتفاق الرسمي يوم الثلاثاء بحضور مسؤولين من الحكومة المحلية وإدارة «جوجل».
ويمثل المشروع خطوة استراتيجية نحو تعزيز مكانة الهند كمركز عالمي لاستثمارات التكنولوجيا، خصوصاً في ظل التنافس المتصاعد بين شركات كبرى مثل «أمازون» و**«مايكروسوفت»** و**«ميتا»** على تطوير مراكز بيانات ضخمة حول العالم لتلبية الطلب المتزايد على خدمات الحوسبة السحابية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وقال وزير تكنولوجيا المعلومات في الولاية نارا لوكيش إن هذا الاستثمار يُعد «نقطة تحول في المشهد الرقمي للهند»، مضيفاً: «في عصر أصبحت فيه البيانات هي النفط الجديد، فإن مثل هذه المبادرات ستوفر ميزة استراتيجية للهند وتخلق آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة».
وأشار لوكيش إلى أن المشروع الجديد من المتوقع أن يفتح آفاقاً واسعة أمام شركات التكنولوجيا الناشئة الهندية، وأن يدعم خطط الحكومة في توطين مراكز البيانات وتعزيز أمن المعلومات وسيادة البيانات الوطنية، في إطار رؤية الهند للتحول إلى اقتصاد رقمي متكامل بحلول عام 2030.
ومن المتوقع أن يسهم مركز البيانات في تحسين قدرات البلاد على تخزين ومعالجة البيانات الضخمة، وتمكين الشركات المحلية من الوصول إلى خدمات ذكاء اصطناعي متطورة بأسعار تنافسية. كما سيساعد في دعم الابتكار في مجالات التعليم الآلي، والرؤية الحاسوبية، ومعالجة اللغة الطبيعية، وهي القطاعات التي تشهد نمواً متسارعاً في الهند خلال السنوات الأخيرة.
ويأتي هذا الإعلان في وقت تتجه فيه شركات التكنولوجيا الكبرى إلى الاستثمار بكثافة في البنية التحتية الرقمية بالهند، التي أصبحت ثاني أكبر سوق للإنترنت في العالم من حيث عدد المستخدمين، مع أكثر من 850 مليون مستخدم نشط. كما تُعد البلاد مركزاً محورياً في سلاسل الإمداد الرقمية بفضل وفرة الكفاءات التقنية وتكاليف التشغيل المنخفضة.
وبحسب محللين، فإن استثمار «جوجل» يعكس الثقة المتزايدة في الاقتصاد الرقمي الهندي، خاصة مع توجه الحكومة إلى دعم التحول الرقمي، والطاقة النظيفة، والاستدامة التقنية. كما يُتوقع أن يشكل المشروع حافزاً لمزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في قطاع التكنولوجيا المتقدمة.
ويُعد المشروع أيضاً جزءاً من خطة «جوجل من أجل الهند» التي أُطلقت عام 2020 لتعزيز التحول الرقمي في الدولة، والتي شملت دعم الشركات الناشئة، وتمويل مشروعات الذكاء الاصطناعي، وتوسيع خدمات التعليم الرقمي.
بهذا الاستثمار الضخم، تُكرّس «جوجل» حضورها في واحدة من أكثر أسواق التكنولوجيا نمواً في العالم، وتضع الهند في قلب ثورة الذكاء الاصطناعي العالمية.
التعليقات