من قلب المحلة الكبرى، العاصمة التاريخية لصناعة الغزل في مصر والعالم العربي، بيتولد حلم جديد بيعيد لمصر مجدها الصناعي من أوسع أبوابه.
“غزل 1” مش أي مصنع، ده رمز لقوة دولة بتستعيد ريادتها، بمشروع قومي بيحول القطن المصري من خام بيتصدر للخارج، لتحفة صناعية بتنافس أقوى الأسواق العالمية.
بمساحة تتجاوز 60 ألف متر، وتكنولوجيا هي الأحدث من نوعها في العالم، بيبدأ فصل جديد في حكاية الصناعة المصرية.
من قلب مدينة المحلة، العاصمة القديمة لصناعة النسيج في الشرق الأوسط، اتولد “غزل 1” كأكبر مصنع غزل ونسيج في العالم على مساحة 62,500 متر مربع، وضمن مجمع صناعي ضخم بيشغل 600 فدان بالكامل.
المصنع جزء من خطة تطوير شاملة لصناعة الغزل والنسيج في مصر، ضمن 65 موقع صناعي بتستثمر فيها الدولة أكتر من 56 مليار جنيه لإحياء الصناعة الوطنية.

المصنع مصمم وفق أحدث النظم العالمية، ومكانه الاستراتيجي قريب من دلتا النيل، مصدر القطن المصري طويل التيلة، اللي بيعتبر من أفضل أنواع القطن في العالم، وده بيقلل تكاليف النقل وبيزود كفاءة الإنتاج وجودته.
بيضم “غزل 1” أكتر من 182 ألف مردن غزل، وهو أعلى رقم تم تسجيله لمصنع واحد على مستوى العالم.
الطاقة الإنتاجية اليومية بتوصل لـ 30 طن غزول، نصهم غزول رفيعة جدًا لحد نمرة 120، والنص التاني غزول سميكة، يعني المصنع بينتج حوالي 11 ألف طن سنويًا، وبيستهلك 300 ألف قنطار قطن مصري كل سنة وده يمثل تقريبًا 10% من إنتاج مصر السنوي من القطن.
ومن ناحية التكنولوجيا، المصنع متجهز بالكامل بمعدات سويسرية من شركة “ريتر”، ومن ضمنها ماكينات “كومباكت” الحديثة اللي سرعتها بتوصل لـ 1000 رمية في الدقيقة بدل 300 بس في الماكينات القديمة، وبتقلل استهلاك الكهرباء بنسبة 20%.
خط الإنتاج نفسه بيضم 42 ماكينة تفتيح وتنظيف، و18 ماكينة سحب، و13 ماكينة تنشيط، و16 ماكينة برم، و112 ماكينة غزل كومباكت.
والتكلفة الإجمالية للمشروع وصلت لحوالي 2.78 مليار جنيه، منها 780 مليون جنيه للأعمال الإنشائية، و2 مليار جنيه لتوريد وتركيب المعدات.
ده غير إن المصنع وفر 2,500 وظيفة مباشرة، بجانب آلاف الوظائف غير المباشرة في قطاعات النقل والتجارة والخدمات.
وخليني اقولك ان الأثر الاقتصادي للمشروع ضخم جدًا؛ بدل ما كانت مصر بتصدر القطن الخام بسعر من 1200 إلى 1500 دولار للطن، دلوقتي المصنع هيحوله لغزول قيمتها بين 4000 و5000 دولار للطن، يعني ممكن يوفر لمصر حوالي مليار دولار سنويًا من العملة الصعبة.
كمان المصنع هيدعم مصانع القطاع الخاص بالمواد الخام المحلية عالية الجودة، وده هيزود التنافسية في التصدير، خاصة لأسواق أوروبا وأمريكا.
وعشان تبقى عارف .. وزارة قطاع الأعمال بتستهدف رفع صادرات الغزل والنسيج المصرية من 2.3 مليار دولار في 2024 إلى 4 مليارات دولار سنويًا بحلول 2030، و”غزل 1″ هو العمود الفقري لتحقيق الهدف ده.
وفي النهاية، “غزل 1” مش مجرد مصنع.. دي خطوة كبيرة في طريق عودة “المحلة” لتكون عاصمة الغزل والنسيج في العالم، ودفعة قوية لصناعة وطنية طالما كانت جزء من هوية مصر الاقتصادية.
التعليقات