اقترب مؤشر نيكاي الياباني، خلال تعاملات اليوم الخميس 9 أكتوبر 2025، من تسجيل مستوى قياسي جديد، مدعومًا بمكاسب قوية في أسهم شركة “سوفت بنك” التي قفزت بأكثر من 13% وسط موجة تفاؤل متزايدة بشأن الذكاء الاصطناعي واستثمارات الشركات اليابانية في هذا المجال، في حين واصلت أسهم شركات التكنولوجيا قيادة الاتجاه الصاعد للسوق.
وصعد المؤشر التكنولوجي الثقيل نيكاي بنسبة 1.6% ليصل إلى 48,481.09 نقطة، مقتربًا من ذروة الثلاثاء البالغة 48,527.33 نقطة، قبل أن يغلق جلسة منتصف اليوم عند 48,405.93 نقطة. وأسهمت “سوفت بنك” وحدها بما يقرب من 506 نقاط من إجمالي مكاسب المؤشر البالغة 671 نقطة، بينما ارتفع المؤشر الأوسع نطاقًا “توبكس” بنسبة متواضعة بلغت 0.3% مسجلًا 3,244.15 نقطة.
وكانت القفزة الحادة في سهم “سوفت بنك” نتيجة إعلان الشركة، في أواخر جلسة الأربعاء، عن استحواذها على نشاط الروبوتات التابع لشركة “إيه بي بي” السويسرية، ضمن استراتيجيتها الجديدة لدمج تقنيات الروبوتات والذكاء الاصطناعي، وهو ما أثار موجة من التفاؤل في السوق اليابانية.
ورغم أن الإعلان لم يلقَ اهتمامًا كبيرًا في بدايته، فإن التحرك القوي للسهم في جلسة الخميس اعتُبر “رد فعل متأخرًا”، وفقًا لما ذكره ماساهيرو إيتشيكاوا، كبير استراتيجيي السوق في شركة “سوميتومو ميتسوي لإدارة الأصول”، الذي وصف ارتفاع السهم بأنه “مبالغ فيه بعض الشيء”، مؤكدًا أن حالة الحماس المفرط قد تدفع السوق إلى تصحيح فني قريبًا.
وفي سياق متصل، ارتفعت أسهم شركة “ياسكاوا إلكتريك” المصنعة للروبوتات بنسبة 10.5%، متفوقة مع “سوفت بنك” على باقي الأسهم المدرجة في المؤشر، بينما صعد سهم “فانوك” المتخصصة في أنظمة الروبوتات بنسبة 2.2% فقط.
وأشار محللون إلى أن مؤشر القوة النسبية RSI للمؤشر العام بلغ 77 نقطة، وهو مستوى أعلى من الحد الفني المعروف عند 70 نقطة، ما يشير إلى احتمالية دخول السوق في مرحلة “سخونة” تستدعي الحذر من تصحيحات محتملة.
في المقابل، كان قطاع السيارات هو الأسوأ أداءً بين 33 قطاعًا مدرجًا في بورصة طوكيو، متراجعًا بنسبة 1.7% رغم استمرار ضعف الين الياباني الذي يعزز عادةً أرباح المصدرين. وهبط سهم “تويوتا” بنسبة 2.4% وسط مخاوف من تباطؤ الطلب العالمي.
وتأتي المكاسب الأخيرة في السوق اليابانية في ظل تحولات سياسية داخلية، بعد انتخاب ساناي تاكايتشي زعيمةً للحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم، وهو ما يمهد الطريق أمامها لتصبح أول رئيسة وزراء في اليابان، غير أن محللين يرون أن صعودها إلى رئاسة الحكومة ليس مضمونًا بعد، في ظل خلافات مع شريك الائتلاف الحاكم “كوميتو”، بالإضافة إلى أن الحكومة لا تملك أغلبية برلمانية مستقرة في المجلسين.
ويتوقع خبراء أن تشهد البورصة اليابانية مزيدًا من التقلبات قصيرة الأجل مع انطلاق موسم إعلان نتائج الشركات الكبرى، حيث من المقرر أن تكشف شركة “فاست ريتيلينغ” المالكة لسلسلة متاجر “يونيكلو” عن نتائجها المالية في وقت لاحق اليوم، وكان سهمها قد ارتفع 0.9% قبل صدور البيانات.
من جانبه، رجّح كينجي آبي، الاستراتيجي في شركة “دايوا سيكيوريتيز”، أن يرتفع مؤشر نيكاي إلى 50,000 نقطة بحلول نهاية السنة المالية في مارس 2026، قائلاً: «الأرباح تتحسن بوضوح، والمؤشر لديه مجال للصعود أكثر»، مؤكدًا أن السياسات المالية لحكومة تاكايتشي قد تضيف بعض التقلبات، لكنها في المجمل تدعم التوسع الاقتصادي والتفاؤل بالسوق.
التعليقات