بين الضغوط والبيانات .. هل يتوقف الفيدرالي عن خفض الفائدة في اجتماع أكتوبر؟
لا يتبقى أمام الاحتياطي الفيدرالي هذا العام سوى اجتماعين فقط للسياسة النقدية أحدهما سيعقد في الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من أكتوبر والآخر على مدار يومي التاسع والعاشر من ديسمبر، فهل سيواصل خلالهما خفض الفائدة أم يعود لنهجه السابق المتمثل في “الانتظار والترقب”؟
تحرك سبتمبر والتوقعات التالية
حرك الفيدرالي الفائدة خلال سبتمبر للمرة الأولى هذا العام، عندما خفضها ربع نقطة مئوية إلى النطاق 4%-4.25% استجابة لضعف سوق العمل، لكن أوضح مسؤولي البنك حينها أنهم يراقبون التضخم عن كثب، وأشاروا إلى خفضين آخرين للفائدة قبل نهاية العام.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
رؤية “باول”
صرح رئيس الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول” في وقت سابق هذا الشهر بأنه سينظر في كافة البيانات التي يمكنه الحصول عليها بعناية عند اجتماع مسؤولي البنك في أكتوبر لتحديد الفائدة، موضحًا أن سوق العمل شهد تراجعًا خلال الصيف، ولم يعد بالإمكان وصفه بالقوي، وأن مخاطر التضخم على المدى القريب تميل للارتفاع، مشيرًا إلى أنه لا يوجد مسار خال من المخاطر.
توخي الحذر
أوصى عدد من مسؤولي البنك في تصريحاتهم مؤخرًا بتوخي الحذر بشأن المزيد من تخفيضات الفائدة لأن التضخم لا يزال أعلى من المستهدف البالغ 2% كما أن تأثير التعريفات الجمركية وغيرها من سياسات إدارة “ترامب” لا تزال قيد التقييم، حتى أن رئيسة الفيدرالي في كليفلاند “بيث هاماك” وصفت الفترة الحالية بـ “الصعبة”.
دعوة مسؤولو الفيدرالي لعدم التسرع وتوخي الحذر
|
||
المسؤول
|
|
رؤيته
|
“جيف شميد” رئيس الفيدرالي في كانساس سيتس
|
|
يرى أن الوضع الحالي للسياسة النقدية هو الأمثل، وأن التضخم يظل مرتفعًا للغاية بينما سوق العمل رغم تباطؤه إلا أنه لا يزال متوازنًا إلى حد كبير.
|
“أوستن غولسبي” رئيس الفيدرالي في شيكاغو
|
|
أعرب عن قلقه بشأن تنفيذ سلسلة سريعة من تخفيضات الفائدة، مشيرًا إلى أن التضخم ظل أعلى من المستهدف خمس سنوات، ويريد التأكد من تراجعه.
|
“مايكل بار” عضو مجلس محافظي الفيدرالي
|
|
يعتقد أنه من المناسب خفض الفائدة مع الوقت، لكنه دعا لتوخي الحذر بشأن كيفية تنفيذ ذلك، محذرًا من امكانية استمرار التضخم في الارتفاع خلال 2026.
|
مخاوف
لكن يخشى المستثمرون من أن الفيدرالي قد لا يخفض الفائدة في اجتماع أكتوبر، لأن التصريحات الحذرة من قبل مسؤولي البنك إلى جانب البيانات الاقتصادية الأقوى من المتوقعة تشير إلى إمكانية تثبيت الفائدة دون تغيير، على عكس التوقعات السابقة التي أشارت لخفض الفائدة مرتين إضافيتين هذا العام في أكتوبر وديسمبر.
كيف سيوجه الفيدرالي السياسة النقدية في اجتماع أكتوبر؟
|
||
المحلل/الجهة
|
|
التوضيح
|
“نانسي فاندن فوتن” كبيرة الاقتصاديين لدى “أكسفورد إيكونومكس”
|
|
أوضحت في مذكرة بحثية بأن بيانات طلبات إعانة البطالة الصادرة الخميس الماضي قدمت ضمانات بأن ظروف سوق العمل لا تتدهور كثيرًا، وتدعم توقعاتها بتثبيت الفائدة دون تغيير في اجتماع أكتوبر، وتأجيل خطوة الخفض التالية حتى سبتمبر.
|
“توماس سيمونز” كبير اقتصاديي الولايات المتحدة لدى “جيفريز”
|
|
يرى أن سوق العمل لم يتعاف بعد وأن تقارير غير رسمية تظهر أن الشركات تجد صعوبة في تجنب خفض عدد موظفيها لتقليل التكاليف.
متوقعًا خفض الفائدة في كل من أكتوبر وديسمبر بمقدار 25 نقطة أساس.
لكنه أشار إلى أن إمكانية نقص البيانات الاقتصادية حال حدوث الإغلاق الحكومي المحتمل، وهو ما يدفع البنك للعودة لنهج الانتظار.
|
“تيم دوي” كبير الاقتصاديين لدى “إس جي إتش ماكرو أدفايزرز”
SGH Macro Advisors
|
|
يعتقد أن “باول” يدعم خفض الفائدة في أكتوبر وديسمبر، وحث الأسواق على عدم المبالغة في تفسير تصريحات مسؤولي الفيدرالي الذين يتخوفون من المزيد من خفض الفائدة.
|
“مايكل فيرولي” كبير اقتصاديي الولايات المتحدة لدى “جيه بي مورجان”
|
|
أوضح رؤيته بأن هناك حاجة لتحول كبير في زخم سوق العمل لمنع تحرك الفيدرالي بخفض الفائدة مرة أخرى في أكتوبر.
وأنه في حال عدم تحقق المخاطر المتعلقة بسوق العمل في الربع الرابع في شكل ارتفاع البطالة، فإن البنك قد يتوقف عن تحريك الفائدة بعد اجتماع أكتوبر أو ديسمبر.
|
بيانات منتظرة
ستصدر العديد من البيانات الاقتصادية منها تقرير الوظائف غير الزراعية الشهري، وقراءة مؤشر أسعار المستهلكين لشهر سبتمبر قبل موعد اجتماع لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة في أكتوبر، لذلك ربما يكون من السابق لأوانه حسم الأمر بشأن مسار الفائدة.
ضغوط استثنائية
يتزامن ذلك مع تعرض الاحتياطي الفيدرالي لضغوط شديدة من إدارة “ترامب”، إذ واصل الرئيس انتقاد “باول” حتى بعدما أظهرت البيانات نمو الاقتصاد الأمريكي بوتيرة 3.8% في الربع الثاني من العام، ولطالما يرى أنه يبالغ في تقدير التأثير المحتمل للتعريفات الجمركية على التضخم.
الخلاصة
التضخم لا يزال أعلى مستهدف البنك المركزي، والبيانات تظهر أداء جيد للاقتصاد، كما أن سوق العمل أظهر إشارة إيجابية، فهل يكفي ذلك لمنع الاحتياطي الفيدرالي عن خفض الفائدة في اجتماع أكتوبر؟
المصادر: أرقام – رويترز – ماركت ووتش – فاينانشال إكسبريس – الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو
للمزيد من المقالات
اضغط هنا
التعليقات