شهدت سوق الصرف الأجنبي في الكويت اليوم الأحد تحركات متباينة لأسعار العملات الرئيسية أمام الدينار الكويتي، حيث ارتفع سعر صرف الدولار الأمريكي بنسبة 0.07% ليسجل مستوى 0.305 دينار، فيما تراجع سعر صرف اليورو بنسبة 0.36% ليصل إلى مستوى 0.357 دينار، مقارنة بمستويات الإغلاق المسجلة يوم الخميس الماضي.
وذكر بنك الكويت المركزي في نشرته اليومية أن سعر صرف الجنيه الإسترليني انخفض إلى مستوى 0.414 دينار، بينما استقر سعر صرف الين الياباني عند 0.002 دينار، كما سجل الفرنك السويسري تراجعًا طفيفًا ليصل إلى 0.371 دينار.
ويأتي هذا التحرك في أسعار العملات تزامنًا مع تقلبات الأسواق العالمية، حيث يواصل الدولار الأمريكي تعزيز مكاسبه مدفوعًا بتوقعات استمرار الفيدرالي الأمريكي في سياسته النقدية المتشددة للحفاظ على استقرار معدلات التضخم. وفي المقابل، تأثر اليورو بتراجع ثقة المستثمرين في منطقة اليورو نتيجة تباطؤ الأداء الاقتصادي، بالإضافة إلى الضغوط الناتجة عن استمرار معدلات الفائدة المرتفعة.
وتعكس هذه التحركات تأثير العوامل الخارجية على سوق الصرف المحلي، إذ ترتبط أسعار العملات في الكويت بشكل مباشر بالتحركات العالمية نتيجة ارتباط الدينار الكويتي بسلة من العملات الرئيسية، مع وزن أكبر للدولار الأمريكي.
وأشار محللون ماليون إلى أن ارتفاع الدولار مقابل الدينار يعكس قوة العملة الأمريكية في الأسواق الدولية خلال الفترة الأخيرة، خاصة مع استمرار التدفقات الاستثمارية نحو الأصول المقومة بالدولار كملاذ آمن، في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي التي تشهدها بعض المناطق العالمية. كما أوضحوا أن تراجع اليورو قد يستمر على المدى القصير إذا لم تظهر مؤشرات إيجابية تعكس تحسن اقتصاد منطقة اليورو.
وأكدوا أن السياسة النقدية لبنك الكويت المركزي، والتي تعتمد على متابعة التطورات العالمية وتطبيق أدوات مرنة للحفاظ على استقرار الدينار، تضمن الحد من تقلبات أسعار الصرف الحادة، مشيرين إلى أن هذه السياسة ساهمت في تعزيز الثقة بالعملة المحلية وحمايتها من تأثيرات تقلبات الأسواق الخارجية.
وتجدر الإشارة إلى أن الدينار الكويتي يُعد من بين أقوى العملات العالمية من حيث القوة الشرائية والثبات النسبي، حيث يواصل الحفاظ على استقراره في مواجهة التقلبات الاقتصادية الإقليمية والدولية، ما يعزز من مكانته كعملة موثوقة في المعاملات التجارية والمالية.
التعليقات