التخطي إلى المحتوى

«هذا ولدنا».. الوصفة السريّة لتعطيل التنمية..! – أخبار السعودية

الشللية في إدارة المشاريع والشركات ليست مجرد صداقات شخصية أو دوائر نفوذ ضيقة، بل كثيراً ما تتحول إلى اصطفافات مناطقية مكشوفة! نرى شركات كبرى اليوم غلب عليها أهل منطقة معينة مثلاً، ووزارات يكاد يتشكّل نسيجها من منطقة أخرى، وهيئات ومؤسسات تتحول مع الوقت إلى «حكر» جغرافي!

فهل قُسمنا إدارياً وفق الشلة وخرائط الانتماء؟

في بعض الشركات، تكاد لا تجد موظفاً قيادياً إلا وهو من الجنوب مثلاً، وكأنها شركة عائلية وليست مؤسسة وطنية.. وفي وزارات أخرى، تلمح بوضوح أن الكفة تميل إلى أهل الحجاز مثلاً، بينما وزارات بعينها يغلب عليها أبناء المنطقة الوسطى. هذا التمركّز ليس مجرد مصادفة، بل نتيجة ذهنية شللية متجذّرة، ترى في الولاء معياراً أهم من الكفاءة.

الخطر هنا أن هذه البُنى المغلقة لا تسمح بتجديد الدماء ولا بفتح المجال أمام الطاقات من مختلف المناطق، التنوع الذي هو ثروة وطنية يُقصى لحساب المحاباة، والنتيجة أن المؤسسات تتحول إلى نُسخ مكررة من نفسها، مغلقة على عقلية واحدة، لغة واحدة، ونمط تفكير واحد!

تبريرات هذا النمط جاهزة دائماً: «هؤلاء أبناء ثقة»، «نحتاج فريقاً متجانساً»، «التجربة علّمتنا أن نستعين بالمضمونين»… «ما في وقت نعلّم»!!

لكن في الحقيقة، ما يحدث هو إعادة إنتاجٍ للشللية؛ تُقصي الكفاءات الأخرى وتحرم المؤسسات من تنوع ضروري لأي ابتكار أو تطوير.

الأخطر أن هذا النمط لا يقتصر على التوظيف، بل يمتد إلى القرار نفسه! حين يجلس المديرون من نفس الدائرة المناطقية أو الشلة، يهيمنون على المشاريع كأنها حصص، ويتقاسمون النفوذ وكأنهم أصحاب ملكية خاصة.

غياب التنوع يخلق جموداً، وغياب المنافسة يقتل الإبداع، ومع الوقت تتحول هذه الجهات إلى هياكل عاجزة، تكرر نفسها وتعيد إنتاج فشلها أحياناً… مع نفس الشلة بإنجازات كبيرة.. وعلى الجهة الأخرى ملايين مهدورة ولكنها (مكمكمه)… لا تنمية بالعالم يمكن أن تقوم على شلل ومحاصصة، ولا وطن يمكن أن ينهض إذا كان أبناؤه يُفرَزون إلى دوائر مغلقة كل واحدة منها تتصرف كأنها صاحبة الحق الحصري.

الشللية، سواء جاءت في صورة صداقات شخصية أو اصطفافات مناطقية، هي عدو صريح للتنمية.. فالتنمية الحقيقية لا تُبنى على «هذا ولدنا» ولا على «هذولا جماعتنا»…

أخبار ذات صلة

 

للمزيد من المقالات

اضغط هنا

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

🚫 تم اكتشاف مانع إعلانات!

⚠️ مرحبًا بك عزيزي الزائر،
لاحظنا أنك تستخدم مانع الإعلانات أثناء تصفح موقعنا.
نحن نعتمد على الإعلانات كوسيلة لدعم محتوى الموقع وتوفير المقالات والخدمات مجانًا لك.
من فضلك قم بإيقاف مانع الإعلانات للاستمرار في التصفح ودعمنا لنستمر في تقديم الأفضل ❤️

Powered By
100% Free SEO Tools - Tool Kits PRO