التخطي إلى المحتوى

تدافع دموي في الهند يودي بحياة 31 شخصاً – أخبار السعودية

شهدت ولاية تاميل نادو جنوبي الهند مأساة إنسانية قاسية، بعدما لقي ما لا يقل عن 31 شخصاً مصرعهم بينهم ستة أطفال و16 امرأة، وأصيب 58 آخرون في تدافع خلال تجمع سياسي حاشد أقيم مساء الجمعة. الحادث الذي ارتبط باسم النجم السينمائي الشهير جوزيف فيجاي، تحول إلى صدمة وطنية وسط اتهامات بسوء إدارة الحشود وتجاوز الطاقة الاستيعابية للمكان.

تفاصيل الحادثة

وفق صحيفة «هندو» الهندية، ارتفع عدد القتلى من 29 إلى 31 خلال ساعات الليل، مع نقل المصابين إلى عدة مستشفيات في المنطقة. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن السبب الرئيسي يعود إلى الازدحام الشديد الذي فاق التقديرات المتوقعة بكثير.

الحادثة وقعت أثناء خطاب الممثل جوزيف فيجاي المعروف بـ«ثالاباثي فيجاي»، رئيس حزب «تاميلاجا فيتري كازاغام»، ضمن حملته الانتخابية تحت شعار «فيليتشام فيلييري» (دعونا ننشر النور). ورغم أن الاجتماع كان مُخططاً لاستيعاب 10 آلاف شخص فقط، إلا أن السلطات تقدر أن أكثر من 50 ألفاً قد تدفقوا إلى الساحة البالغة مساحتها 120 ألف قدم مربع في فيلوشاميبورام على طريق كارور إيروت.

ازدحام يفوق التوقعات

الجماهير الغفيرة انتظرت لأكثر من ست ساعات في ظروف مناخية قاسية وحرارة مرتفعة قبل وصول فيجاي متأخراً، وهو ما أدى إلى فقدان السيطرة عندما اندفع الحشد باتجاه المنصة. التدافع تسبب في انهيار الصفوف الأمامية واختناق العشرات، ما دفع فيجاي إلى قطع خطابه مبكراً ومطالبة الشرطة بتوفير مياه ورعاية طبية عاجلة للحاضرين، وفقاً لمقاطع مصورة انتشرت على نطاق واسع عبر وسائل التواصل.

ردود فعل رسمية

الحادث المؤلم استدعى ردود فعل عاجلة من كبار المسؤولين في الهند. فقد أعرب رئيس الوزراء ناريندرا مودي عن «الحزن العميق»، قائلاً: «هذه الحادثة المؤسفة أثناء تجمع سياسي في كارور مؤلمة جداً. أتضامن مع عائلات الضحايا، وأدعو بشفاء سريع للمصابين».

وزير الداخلية أميت شاه وصف الحادثة بـ«الصادمة والمؤلمة»، فيما ألغى زعيم المعارضة إدابادي بالانيسوامي جولته الانتخابية وتوجه إلى كارور لتقديم العزاء. كما سارعت السلطات المحلية إلى إقامة خيم رعاية طبية ميدانية، وأعلنت عن تعويضات مالية لعائلات الضحايا والمصابين، وسط اتهامات متصاعدة بسوء التخطيط وإهمال إجراءات السلامة.

فيجاي.. من نجم الشاشة إلى السياسة

جوزيف فيجاي، المولود عام 1974 في مدينة تشيناي، يُعد أحد أبرز نجوم السينما التاميلية (كوليوود)، وشارك في أكثر من 60 فيلماً ناجحاً بينها «ماستير» (2021) و«ليو» (2023)، ما أكسبه شعبية جارفة بين الشباب في تاميل نادو، الولاية التي تضم 72 مليون نسمة وتعد مركزاً صناعياً وتكنولوجياً بارزاً في جنوب الهند.

في فبراير 2024، أسس فيجاي حزب «تاميلاجا فيتري كازاغام» وهو حزب علماني يركز على مكافحة الفساد، وتعزيز التعليم، والعدالة الاجتماعية، مستلهماً من مسيرة والده المخرج الراحل إس.إيه. شانكار، وتجارب ممثلين آخرين صعدوا إلى قمة السياسة مثل إم.جي. راماشوامي، الذي شغل منصب رئيس وزراء سابق.

مأساة تضع الحملة تحت المجهر

وبينما كان من المفترض أن يكون التجمع الانتخابي استعراضاً للقوة الشعبية التي يحظى بها فيجاي، جاءت الكارثة لتلقي بظلال ثقيلة على مستقبله السياسي الوليد. فالمأساة أعادت فتح ملف إدارة الحشود في الحملات الانتخابية الضخمة بالهند، وأثارت تساؤلات جدية حول جاهزية الأحزاب الجديدة لتحمل مسؤوليات بهذا الحجم.

ومع استمرار التحقيقات ومتابعة الوضع الصحي للمصابين، يظل السؤال قائماً: هل ستُضعف هذه الفاجعة زخم الحملة الانتخابية للنجم الشهير، أم أن تعاطف الشارع مع الضحايا سيلقي بوزر المسؤولية على السلطات المحلية وحدها؟

أخبار ذات صلة

 

للمزيد من المقالات

اضغط هنا

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

🚫 تم اكتشاف مانع إعلانات!

⚠️ مرحبًا بك عزيزي الزائر،
لاحظنا أنك تستخدم مانع الإعلانات أثناء تصفح موقعنا.
نحن نعتمد على الإعلانات كوسيلة لدعم محتوى الموقع وتوفير المقالات والخدمات مجانًا لك.
من فضلك قم بإيقاف مانع الإعلانات للاستمرار في التصفح ودعمنا لنستمر في تقديم الأفضل ❤️

Powered By
100% Free SEO Tools - Tool Kits PRO