عالم لا يعكّر صَفْوَه غير قاتل الأطفال نتنياهو – أخبار السعودية
تتعاضد دول القمة العربية الإسلامية، التي ستلتئم اليوم في العاصمة القطرية الدوحة؛ لتأكيد وقوفها مع دولة قطر، التي تعرّضت الثلاثاء الماضي لعدوان إسرائيلي غاشم، استهدف تصفية قيادة حركة حماس ووفدها التفاوضي في الدوحة. وقد باء العدوان بالفشل؛ إذ لم يصب أي من كبار قادة الحركة بأذى. وهو ما حدا بحصف وشبكات تلفزة في إسرائيل إلى الاعتراف بأن العدوان -وهو فكرة قاتل الأطفال بالجوع والقصف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو- فشل فشلاً ذريعاً. وهو ما لن يعترف به نتنياهو، الذي يراهن على أن حرب الإبادة والتجويع التي يشنها على قطاع غزة والضفة الغربية ستعيق مساعي محاكمته، وتشتت شمل حلفائه اليمينيين المتطرفين. لكنه بدأ يدفع ثمناً باهظاً. فقد تلطخت صورة الكيان الإسرائيلي، وتزايدت الدعوات لمقاطعة إسرائيل، ليس تجارياً فحسب؛ بل شملت صناعة السينما الأمريكية، وجامعات العالم التي قررت وقف أي تعاون مع الجامعات الإسرائيلية. ولا تزال العواصم الكبرى مسرحاً لمزيد من المظاهرات المناهضة لنتنياهو وحربه الظالمة. لقد أتاحت الحرب الخسيسة على غزة للعرب والشعوب المتضامنة معهم انكشاف أعداء العرب الحقيقيين وحلفائهم، الذين يتظاهرون بمصادقة العرب، لكنهم يعينون عليهم إسرائيل. ويمكن القول إن الواقع الدولي الراهن كشف للعالم أن النظام العالمي الذي تم الاتفاق عليه عقب الحرب العالمية الثانية في عام 1945 لم يعد صالحاً لقيادات تتسيّد العالم حالياً، وتفرض مصالح بلدانها بدلاً من مصلحة المجتمع الدولي. وليست مشكلة نظام (الفيتو) في مجلس الأمن سوى قمة جبل الجليد التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة. إن العالم بحاجة الى نظام عالمي جديد، تصحبه تعهدات صارمة من الدول بالانصياع، وترجيح كفة التعاون الدولي على المصلحة الفردية الضيقة. بكل أسف تتعامل قوى دولية كبرى بعقلية الأكثر قوة، القادر على الظلم والقهر والاستئثار بموارد الآخرين وثرواتهم؛ وهو نهج في التعامل لا يصلح لسلام مستدام، ولا لتعاون دولي فعال.
أخبار ذات صلة
للمزيد من المقالات
اضغط هنا
التعليقات