كيف يعمل المؤثرون على زيادة أرباح سوق السياحة والسفر؟ هذا ما يقوله أصحاب الفنادق

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — مع افتتاح عالم السفر، عاد المؤثرون إلى الحركة. وترّّحب بعض الفنادق بهذا الخبر مثل فندق “Langham” الذي يقع بالجادة الخامسة في مدينة نيويورك الأمريكية.

ووصفت لويز أوبراين، المديرة الإقليمية للعلاقات العامة للأمريكتين لدى مجموعة “لانغهام هوسبيتاليتي” الأشخاص الذين يتعامل معهم الفندق، بأنهم يتمتعون بالاجتهاد، والابتكار.

وأوضحت أن “هؤلاء يعرفون كيفية استثمار مهاراتهم في التصوير الفوتوغرافي وإنشاء المحتوى”، مضيفة أنهم غالبًا ما “يلفتون النظر بقوة إلى الفندق، ويسلّطون الضوء على أمور لم يفكر أحد بالقيام بها، ما يظهر الفندق على نحو مثير للاهتمام”.

ولفتت أوبراين إلى أنّ جائحة “كوفيد-19″، ساهمت بتنشيط الفندق بشكل أكبر، من خلال التواصل مع المؤثرين المتخصصين في صناعة المحتوى المتصل بالبقاء في العطلات، كاشفة عن أنّ هذه المقاربة وُجدت لتبقى.

الرحلات السياحية أطلّت برأسها.. وكذلك مؤثرو السياحة!

لكن حماسة أوبراين هذه لا تشاركها إياها كل الفنادق.

وتُطلق غيل بير، مالكة فندق “دورب” في مدينة كيب تاون الأفريقية عليهم اسم “Influenzaz”. وتقول إنها تتلقى بين 5 و6 اتصالات أسبوعيًا من قبل أشخاص على نقيض مع ما تمثله سياسة الفندق.

وأوضحت أنّ “اتخاذ وضعية للصورة، مع ملابس بالكاد تغطي الجسم داخل غرفة فندق لا تفيدنا، فنحن لا نسعى وراء الزبائن”.

وأشارت بير إلى أنه يكفي إلقاء نظرة سريعة على موقع الفندق الإلكتروني لمعرفة السبب، إذ يعرض التصاميم الداخلية المنسقة بعناية، مع المساحات الحميمة والجذابة.

وترى بير أن “كل شيء على الإنترنت مبالغ فيه، ويُعرض على أنه ساحر أو رائع”، وهذا الأمر يخالف ما تسعى إليه في يومياتها بحثًا عن بعض السحر الحقيقي في فندقها، مثل الموظفين الذين يغنون تلقائيًا عيد ميلاد سعيد، أو يكتشفون الحرباء في الحديقة.

ويشارك ريتشارد هانلون، صاحب فندق “Bujera Fort” المهيب في أودايبور، بالهند، وجهة نظر بير، موضحًا أنّ “المشكلة مع المؤثرين هي غياب الرقابة على الجودة”، ومشيرًا إلى أن “شخصًا ما يحتاج إلى تقييمهم على موقع TripAdvisor”.

ووصف انتظام تلقيه طلبات غريبة من المؤثرين، مثل طلب خمس غرف لمدة ثلاث ليال مع خدمة نقل مجانية من المطار، وكحول مجاني، لافتًا إلى أنّ هؤلاء ليسوا من نوع الزبائن الذي يسعى الفندق لجذبهم وخدمتهم.

وأضاف أنّ “غالبية الأشخاص الذين يتصلون بنا هم فتيات بعمر الـ18 عامًا، واللواتي يسعين لملء فراغهن من خلال محاولة الحصول على هدية مجانية”. وتابع: “عندما تبحث عنهن على تطبيق انستغرام، يتبدّى لك بوضوح أنّهنّ اشترين متابعيهن، ويتم الدفع مقابل إعلاناتهنّ”.

“لا تمارسها طمعًا بالإقامات المجانية”

ورغم ما ورد، يسارع كل من هانلون وبير بالتعبير عن إعجابهما دومًا بالصحفيين المحترفين والمطبوعات العريقة إذ أنهما يوافقان على التعاون معهم، وقد حققا نجاحًا كبيرًا من خلال إبرام هذا النوع من الشراكات.

واستشهد هانلون بمقال حديث نُشر حول فندقه في مجلة “House & Garden”، موضحًا أن الصحفيين كانوا يتميزون بالاحتراف، وأنّ الفندق حصل على حجوزات بعد ساعات فقط من نشر المقال في المجلة.

وعلّق أنّ “هذه المنشورات عادة لا تبحث عن هدايا مجانية”. وتؤيّد المؤثرة جيسيكا رايت، المعروفة باسم bontraveler@ على تطبيق “انستغرام” وجهة النظر هذه.

وأوضحت رايت أنّ “أول شيء أقوله للأشخاص الذين يرغبون بأن يُصبحوا مؤثرين، هو عدم المشاركة بذلك من أجل الإقامات المجانية”.

ولفتت رايت، التي بدأت نشاطها في عام 2014، إلى أنّ المتطفلين الاستغلاليين يشوهون سمعة المؤثرين الحقيقيين، وأضافت أن ذلك ينعكس استخفافًا من الناس بقيمة العمل الذي يقدمه أشخاص مثلها.

الرحلات السياحية أطلّت برأسها.. وكذلك مؤثرو السياحة!
Credit: Irving Sandoval/Adobe Stock

وأشارت إلى أنّه “عندما نتواجد في أحد الأماكن، نصوًّر بلا توقف من لحظة شروق الشمس إلى غروبها. أرى أنه من واجباتي التقاط وجهة، وتشويق المتابعين للتوجه إليها على وسائل التواصل الاجتماعي، ونشر معلومات حولها على موقعي الإلكتروني ومدونتي”. وقارنت عملها بمسار عملية مبيعات دقيقة لتوجيه الأشخاص عبر المنصات المختلفة التي يتردّدون عليها، قبل حجز رحلاتهم الخاصة.

صناعة متنامية

ولكن مع استئناف السفر مجدًدًا عقب الجائحة، بيّنت أبحاث “مركز التسويق المؤثر” أنّ هذا النوع من الشراكات يمثل سوقًا كبيرة تنمو على نحو مضطرد. ويتوقع القيّمون على هذا المركز أنّ هذه الصناعة تنمو وتشكلّ نحو 16.4 مليار دولار هذا العام وحده، مع تخصيص 75٪ من العلامات التجارية ميزانية محددة للخدمات التسويقية المقدمة من المؤثرين.

وأدى هذا الأمر إلى استحداث فضاء لنوع مختلف من الأعمال يزدهر في السوق، مثل الأعمال الاستشارية، عل غرار “Sidewalker Daily” أو “Travel Mindset”، التي تربط بين عالمي المؤثرين وصناعة العلامة التجارية/ التسويق.

وأشارت نينا زاده، المؤسسة الشريكة لـ”Sidewalker Daily”، إلى الفجوة الكبيرة بين تصوّر المؤثرين والواقع.

وأوضحت أن “الناس يميلون إلى تصنيف المؤثرين على أنهم هؤلاء الأشخاص الذين يجلسون بجانب المسبح، أو الذين يتواجدون في فندق فورسيزونز طوال اليوم، لكن الفضاء الذي يتحرّك به المؤثر خلال السفر مرهق حقًا”. 

وأضافت: “أنت هناك من أجل العمل، وبهدف إنجاز بعض الأهداف المتفق عليها مع زبونك”.

الرحلات السياحية أطلّت برأسها.. وكذلك مؤثرو السياحة!
Credit: Maridav/Adobe Stock

ولفتت زاده إلى الحواجز التقليدية التي واجهتها هذه الصناعة عبر شقّ طريقها، حيث اعتادت الفنادق على توظيف مصور لالتقاط الصور وتقديم منتج كامل تبلغ كلفته آلاف الدولارات، يتمتع بموهبة يأملون بأنها مميزة.

وشرحت كيف يمكن للعلامات التجارية حاليًا أن تخصص ميزانية الإنتاج الكاملة للعمل مع العديد من منشئي المحتوى في مجالَي الصورة، أو الفيديو، الذين في وسعهم أخذ لقطة مثالية تحت الماء أو إبراز ميزة المكان من خلال التقاط صورة من طائرة من دون طيار. 

الرحلات السياحية أطلّت برأسها.. وكذلك مؤثرو السياحة!

وأضافت زاده أن “هذا إنتاج عالي المستوى بكلفة تنافسية للغاية مقارنة مع ما كان يُدفع سابقًا”، لافتة إلى أنّ “لدى هؤلاء المؤثرين جمهور تريد علامات السفر التجارية جذبه”.

وأكدت جاد برودوس، نائب رئيس “Travel Mindset”، على ذلك الأمر مستشهدة بالإحصائيات.

وأوضحت أن “المشاركة على المدونة الخاصة بالمؤثرين تستمر نحو 3 دقائق مقارنة مع أقل من 53 ثانية على بعض مواقع السفر، ولمسنا أن المنشورات تحظى بتفاعل أكبر مقارنة بالمنصات التقليدية الأكثر كلفة”.

ولفتت برودوس إلى أن شركتها تستخدم برنامجًا خاصًا للبحث عن المؤثرين المناسبين لهذه المهمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *