منوعات

الليلة الختامية لمولد أبو الحسن الشاذلي.. مرسى علم تتزين بأبناء الطرق الصوفية في مشهد روحاني مهيب

في أجواء من السكينة والأنوار الروحية، تحتفل الطرق الصوفية اليوم بالليلة الختامية لمولد العارف بالله سيدي أبو الحسن الشاذلي، في منطقة وادي حميثرة بمدينة مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر، وسط حضور كثيف من المريدين والمحبين، الذين توافدوا من مختلف محافظات مصر وعدد من الدول العربية.

المشهد، كعادته كل عام، يحمل طابعًا فريدًا من التلاحم الروحي والوجداني، حيث تكتظ ساحات الذكر بالإنشاد والمديح، وترتفع أصوات القصائد في مدح النبي وأولياء الله الصالحين، بينما يُشعل الزائرون الشموع وينصبون الخيام في محيط الضريح، إيذانًا ببدء الليلة الأقدس في أسبوع المولد.

الليلة الختامية تُعد ذروة الاحتفال الذي انطلق منذ أيام، وتحرص الطرق الصوفية على إحيائها بمراسم خاصة تتضمن حلقات الذكر، والابتهالات، وتلاوة القرآن الكريم، في أجواء تُجسد معاني التسامح والتقوى والتفكر، بعيدًا عن صخب الحياة اليومية وضجيج السياسة.

السلطات المحلية من جهتها كثفت استعداداتها لتأمين الاحتفالات، حيث تم رفع درجة الاستعداد في المستشفيات، وتجهيز نقاط إسعاف متنقلة، بالإضافة إلى خطة مرورية لتنظيم حركة السيارات الوافدة إلى وادي حميثرة، الذي تحول إلى ملتقى ديني مفتوح على مدار الأسبوع.

العارف بالله أبو الحسن الشاذلي يُعد أحد أعلام التصوف الإسلامي، وقد أسس الطريقة الشاذلية التي تنتشر في مصر والمغرب العربي والعديد من الدول الإسلامية. ويحج مريدوه سنويًا إلى مقامه بمرسى علم، تخليدًا لذكراه وتجديدًا للعهد الروحي مع تراثه في التزكية والعلم والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.

هكذا، لا يُعد المولد مجرد مناسبة دينية فحسب، بل هو أيضًا موروث ثقافي وروحي يعكس تنوع الهوية المصرية وغناها، ويعيد التأكيد على أهمية التعايش وقوة الروابط الروحية التي تجمع بين أبناء الوطن الواحد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى