في بيان حديث، حذّر صندوق النقد الدولي من التحديات المتزايدة التي تواجه البنوك المركزية حول العالم، مؤكدًا أن هذه المؤسسات المالية تقف حاليًا أمام لحظة حرجة تتطلب الحذر والحكمة في اتخاذ القرارات، لا سيّما في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية المتسارعة.
تحديات ما بعد التضخم ورفع الفائدة
أوضح الصندوق أن البنوك المركزية، بعد أن بذلت جهودًا كبيرة في مواجهة التضخم عبر سياسات رفع أسعار الفائدة، أصبحت الآن مطالبة بتحقيق توازن دقيق بين استقرار الأسعار ودعم النمو الاقتصادي. وفي هذا السياق، شدد على ضرورة توخي الحذر من أي تدخل سياسي قد يضعف من فعالية هذه السياسات أو يشوّه أهدافها.
الاستقلالية أساس الثقة
أكد التقرير أن استقلالية البنوك المركزية ليست ترفًا مؤسسيًا، بل حجر زاوية في الحفاظ على ثقة الأسواق والمستثمرين، كما أنها تتيح للمؤسسات المالية اتخاذ قرارات قائمة على اعتبارات فنية بعيدًا عن الضغوط السياسية قصيرة الأجل.
مخاطر المرحلة المقبلة
حذر الصندوق من أن محاولات تقويض استقلالية البنوك المركزية، سواء من خلال التشكيك في قراراتها أو السعي إلى السيطرة على توجهاتها، قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار المالي وتدهور الأداء الاقتصادي، خاصة في الدول الناشئة والاقتصادات النامية.
ختامًا
دعا صندوق النقد الدولي الحكومات إلى احترام حدود الأدوار المؤسسية والتعاون البنّاء مع البنوك المركزية، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة تتطلب مسؤولية مشتركة لحماية الاقتصاد العالمي من موجات الاضطراب وعدم اليقين.
