التخطي إلى المحتوى

في خطوة تعيد تشكيل المشهد الرقمي العالمي، فجّرت السياسات الضريبية التي أقرّها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب موجة من التوتر في أسواق التسوّق الإلكتروني، واضعة تطبيقات شهيرة مثل Taobao تحت ضغوط غير مسبوقة. وبينما كانت هذه المنصات تتسابق في صدارة اهتمامات المستهلك الأمريكي، جاءت الرسوم الجديدة لتقلب الموازين، دافعة “Taobao” – عملاق التسوق الصيني – إلى المركز الخامس في العاصمة واشنطن، بعد أن كان يحتل مواقع متقدمة في مؤشرات الاستخدام.—رسوم الحماية أم كوابح السوق؟الرسوم الجديدة التي طالت بضائع ومنصات تعتمد على الاستيراد الخارجي، جاءت ضمن سياسات وصفتها الإدارة السابقة بأنها “إجراءات لحماية الاقتصاد المحلي”. لكنها في واقع الأمر، فرضت عبئًا كبيرًا على التطبيقات الأجنبية التي تعتمد على التنافس في الأسعار والشحن من الخارج.”Taobao”، المنصة التابعة لمجموعة “علي بابا”، والتي كانت تزدهر بين مستخدمي الجالية الآسيوية في أمريكا، وجدت نفسها فجأة في مأزق أمام ارتفاع تكاليف الشحن، والقيود الجمركية التي أطالت من مدة التوصيل، وجعلت المنتجات أقل جاذبية للمستهلك الأمريكي.—السوق الأمريكي يعيد ترتيب أولوياتهالمستهلك الأمريكي – المعروف بمرونته وسرعة استجابته للتغيرات – بدأ يُعيد النظر في خيارات التسوق الإلكتروني. فالتطبيقات المحلية أو تلك التي تمتلك مخازن داخل الولايات المتحدة، مثل Amazon وWalmart Online، استفادت من الوضع الجديد لتوسيع حصتها السوقية على حساب المنصات الآسيوية.واستنادًا إلى تقارير بيانات السوق الإلكتروني، فإن “Taobao” تراجع إلى المرتبة الخامسة في واشنطن، بعد أن تأثر بشدة من ارتفاع الرسوم الجمركية، وضعف مرونة التسعير، وصعوبة ضمان سرعة الشحن.—هل تنجح الصين في الالتفاف على السياسات الجديدة؟رغم التحديات، لم تلقَ بكين باللوم كاملًا على سياسات ترامب فقط. فشركات التجارة الصينية الكبرى بدأت تبحث عن حلول تقنية ولوجستية، أبرزها:فتح مستودعات محلية داخل أمريكا.تطوير نسخ أمريكية من التطبيقات تراعي القوانين المحلية.الدخول في شراكات مع منصات توصيل محلية لتقليل التكاليف.لكن كل هذه الخطوات ما تزال في طور التجربة، فيما الوقت يعمل لصالح المنافسين.—ما بعد ترامب.. هل من فرصة لتصحيح المسار؟ورغم خروج ترامب من البيت الأبيض، فإن إرثه في ملف التجارة الخارجية ما زال حيًا. إدارة بايدن لم تقم حتى الآن بإلغاء هذه الرسوم، بل تسير بخطوات محسوبة نحو إعادة تقييمها ضمن استراتيجيات حماية التصنيع المحلي، وهو ما يبقي “Taobao” وأمثاله في منطقة رمادية من التوقعات والضغوط.—خلاصة المشهد:ما يحدث حاليًا ليس مجرد تراجع لمنصة رقمية، بل هو تحوّل استراتيجي في طريقة تعامل أمريكا مع الاقتصاد الرقمي العالمي. السياسات الحمائية قد تكون مفيدة لقطاعات محلية، لكنها في الوقت ذاته تعيد صياغة قواعد المنافسة، وتدفع الشركات الأجنبية نحو ابتكار حلول خارجة عن المألوف.ومع استمرار التصعيد الضريبي، يبدو أن السباق في عالم التسوق الإلكتروني دخل مرحلة جديدة، عنوانها الأبرز: “من ينجو من السياسة، يفوز بالسوق.”

في خطوة تعيد تشكيل المشهد الرقمي العالمي، فجّرت السياسات الضريبية التي أقرّها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب موجة من التوتر في أسواق التسوّق الإلكتروني، واضعة تطبيقات شهيرة مثل Taobao تحت ضغوط غير مسبوقة. وبينما كانت هذه المنصات تتسابق في صدارة اهتمامات المستهلك الأمريكي، جاءت الرسوم الجديدة لتقلب الموازين، دافعة “Taobao” – عملاق التسوق الصيني – إلى المركز الخامس في العاصمة واشنطن، بعد أن كان يحتل مواقع متقدمة في مؤشرات الاستخدام.


رسوم الحماية أم كوابح السوق؟

الرسوم الجديدة التي طالت بضائع ومنصات تعتمد على الاستيراد الخارجي، جاءت ضمن سياسات وصفتها الإدارة السابقة بأنها “إجراءات لحماية الاقتصاد المحلي”. لكنها في واقع الأمر، فرضت عبئًا كبيرًا على التطبيقات الأجنبية التي تعتمد على التنافس في الأسعار والشحن من الخارج.

“Taobao”، المنصة التابعة لمجموعة “علي بابا”، والتي كانت تزدهر بين مستخدمي الجالية الآسيوية في أمريكا، وجدت نفسها فجأة في مأزق أمام ارتفاع تكاليف الشحن، والقيود الجمركية التي أطالت من مدة التوصيل، وجعلت المنتجات أقل جاذبية للمستهلك الأمريكي.


السوق الأمريكي يعيد ترتيب أولوياته

المستهلك الأمريكي – المعروف بمرونته وسرعة استجابته للتغيرات – بدأ يُعيد النظر في خيارات التسوق الإلكتروني. فالتطبيقات المحلية أو تلك التي تمتلك مخازن داخل الولايات المتحدة، مثل Amazon وWalmart Online، استفادت من الوضع الجديد لتوسيع حصتها السوقية على حساب المنصات الآسيوية.

واستنادًا إلى تقارير بيانات السوق الإلكتروني، فإن “Taobao” تراجع إلى المرتبة الخامسة في واشنطن، بعد أن تأثر بشدة من ارتفاع الرسوم الجمركية، وضعف مرونة التسعير، وصعوبة ضمان سرعة الشحن.


هل تنجح الصين في الالتفاف على السياسات الجديدة؟

رغم التحديات، لم تلقَ بكين باللوم كاملًا على سياسات ترامب فقط. فشركات التجارة الصينية الكبرى بدأت تبحث عن حلول تقنية ولوجستية، أبرزها:

فتح مستودعات محلية داخل أمريكا.

تطوير نسخ أمريكية من التطبيقات تراعي القوانين المحلية.

الدخول في شراكات مع منصات توصيل محلية لتقليل التكاليف.

لكن كل هذه الخطوات ما تزال في طور التجربة، فيما الوقت يعمل لصالح المنافسين.


ما بعد ترامب.. هل من فرصة لتصحيح المسار؟

ورغم خروج ترامب من البيت الأبيض، فإن إرثه في ملف التجارة الخارجية ما زال حيًا. إدارة بايدن لم تقم حتى الآن بإلغاء هذه الرسوم، بل تسير بخطوات محسوبة نحو إعادة تقييمها ضمن استراتيجيات حماية التصنيع المحلي، وهو ما يبقي “Taobao” وأمثاله في منطقة رمادية من التوقعات والضغوط.


خلاصة المشهد:

ما يحدث حاليًا ليس مجرد تراجع لمنصة رقمية، بل هو تحوّل استراتيجي في طريقة تعامل أمريكا مع الاقتصاد الرقمي العالمي. السياسات الحمائية قد تكون مفيدة لقطاعات محلية، لكنها في الوقت ذاته تعيد صياغة قواعد المنافسة، وتدفع الشركات الأجنبية نحو ابتكار حلول خارجة عن المألوف.

ومع استمرار التصعيد الضريبي، يبدو أن السباق في عالم التسوق الإلكتروني دخل مرحلة جديدة، عنوانها الأبرز: “من ينجو من السياسة، يفوز بالسوق.”

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *