في مشهد نادر يمزج بين روحانية الحج وعبق التاريخ، يواصل مجموعة من الحجاج الإسبان رحلتهم إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، لكن هذه المرة ليس عبر الطائرات أو وسائل النقل الحديثة، بل ممتطين الخيول، ومتبعين طريقًا تاريخيًا يمر عبر بلاد الشام.
رحلة إيمانية بنكهة تراثية
قرر الحجاج الإسبان خوض تجربة استثنائية تُعيد إحياء تراث الرحلات القديمة، حيث بدأوا رحلتهم الطويلة على صهوات الجياد، قاصدين مكة المكرمة مرورًا بالأراضي الشامية، في مشهد يعكس قوة الإيمان وشغف الروح بمعايشة تفاصيل الحج كما كان يؤديه المسلمون منذ مئات السنين.
من إسبانيا إلى الشام
انطلقت القافلة من إحدى المدن الإسبانية، واستغرقت وقتًا ليس بالقليل للوصول إلى الأراضي الشامية، حيث يحظى الحجاج بدعم شعبي ورسمي على طول الطريق. وأثناء الرحلة، يحرص الحجاج على الالتزام بالمظاهر التقليدية للزي والسلوكيات، مؤكدين أن هذه التجربة تربطهم أكثر بروح الحج الحقيقية.
ردود فعل واسعة وإشادة
الرحلة لاقت صدى واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الإعلام العربي والدولي، حيث أثنى كثيرون على شجاعة الحجاج وتمسكهم بالنهج التراثي. واعتبرها البعض رسالة قوية للعالم تُظهر مدى ارتباط المسلمين بتاريخهم وإيمانهم العميق، حتى لو تطلب ذلك مشقة السفر الطويل.
مغزى الرحلة
بالنسبة لهؤلاء الحجاج، الأمر لا يتعلق فقط بالوصول إلى مكة، بل بالرحلة نفسها؛ بالتجربة، بالتأمل، وباستحضار معاني الإخلاص والتجرد. فالمسير على الخيول وسط التضاريس المختلفة يُعد بالنسبة لهم تعبيرًا صادقًا عن التواضع والنية الصافية في أداء هذه الفريضة المقدسة.
ختامًا، الرحلة الفريدة لهؤلاء الحجاج الإسبان تفتح الباب أمام إعادة التفكير في مفهوم “الطريق إلى الحج”، حيث تعيدنا من جديد لروح البساطة التي عاشها السابقون، وتُذكرنا أن الإيمان لا تحدّه الوسائل، بل تُجسده النوايا والطريق.
التعليقات